Salat al-Musafir
صلاة المسافر
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
السنة الخامسة. عشر العدد الثامن والخمسون. ربيع الأخر-جمادى الأولى
Año de publicación
جمادى الأخرة ١٤٠٣هـ
Géneros
الجمع بين الصلاتين إذا جد به السير:
١-حديث ابن عمر: "قال رأيت رسول الله ﷺ إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب، حتى يجمع بينهما وبين العشاء"١.
٢- حديث أنس بن مالك: قال: "إن النبي ﷺ كان إذا عجل عليه السير يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر، فيجمع بينهما، ويؤخر المغرب حتى يجمع بينهما وبين العشاء حين يغيب الشفق"٢.
فقه الحديث: والحديث يدل على الجمع بين الصلاتين لمن جد به السير وهو قول مشهور عن مالك، وبه قال أسامة بن زيد وابن عمر.
قال مالك: "لا يجمع الرجل بين الصلاتين في السفر إلا أن يجد به السير، فإن جد به السير بين الظهر والعصر يؤخر الظهر حتى يكون في آخر وقتها، ثم يصليها، ثم يصلي العصر في أول وقتها، ويؤخر المغرب حتى يكون في آخر وقتها قبل مغيب الشفق، ثم يصليها في آخر وقتها قبل مغيب الشفق، ثم يصلي العشاء في أول وقتها بعد مغيب الشفق. ثم قال: والأمر عندنا في الجمع بين الصلاتين لمن جد به السير"٣ هذا هو رأي مالك في الجمع بين الصلاتين، وأما ما نقله ابن قدامة بأن الجمع بين الصلاتين في السفر في وقت إحداهما جائز في قول أكثر أهل العلم ومنهم مالك٤ فهو مخالف لمذهب المدونة. ولكن يبدو من أقوال الأئمة المالكيين المتأخرين ان الجمع يجوز مطلقًا. ففي حاشية الدسوقي: جواز الجمع مطلقًا سواء جد في السير أم لا، كان جده لإدراك أمر أم لأجل قطع المسافة والذي حكي تشهيره هو الإمام ابن رشد ٥ثم الصورة التي بينها الإمام مالك والأئمة المالكيون أنها جمع صوري، لا جمعًا حقيقيًا.
والقيد في حديث ابن عمر وأنس بن مالك لمن جد به السير للغالب وليس شرطًا للجمع لما نرى إطلاق المر في أحاديث الجمع.
وذهب الإمام أبو حنيفة وصاحباه إلى أن الجمع خاص بعرفة ومزدلفة. وهو قول الحسن وابن سيرين، وبه قال ابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص.
_________
١ رواه البخاري (٢/٥٧٢ مع الفتح) ومسلم (١/٤٨٨) والنسائي (١/٢٦٧) كلهم عن ابن شهاب عن سالم، عن ابن عمر ومالك (١/١٢٣ مع التنوير) عن نافع عن ابن عمر، كما رواه مسلم أيضًا عن يحيى، والترمذي (٢/٤٤١) عن غبدة بن سليمان، كلاهما عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر إذا كان جد به السير بين المغرب والعشاء بعد أن يغيب الشفق وكان يقول: "هكذا فعل رسول الله ﷺ". قال الترمذي حسن صحيح.
٢ رواه مسلم (١/٤٨٩) والنسائي (١/٢٨٧) وأبو داود (٢/١٨) كلهم عن جابر بن إسماعيل، عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس. إلا أن أبا داود لم يذكر قوله «إذا عجل عليه السير» .
٣ انظر المدونة: ١/١١٦ – ١١٧.
٤ انظر المغني: ٢/٢٢٣.
٥ حاشية الدسوقي علي الدردير: ١/٣٣٩.
1 / 89