149

مع قصد لا يعقل ضم قصد اخر إليه فلا يكون جزء من المعدول إليها واما لأجل هو انه فان سلمنا عدم مدخلية قصد الحكاية في مفهومها لكن لا يصدق عليه إذا اشتغل ببعض الأجزاء على قصد جزئية سورة ثم ضم إليها بقية الأخرى انه قرء تلك السورة الأخرى مجرد سورة غير معينة بالبسملة لا يوجب قابليتها لان تضم إلى سورة معينة فتصير بذلك جزء منها بحيث يصدق بعد ضم البقية انه قرء السورة المعينة يعنى قرء جميع اجزائها لأن المفروض ان الجزء من تلك السورة هو البسملة النازلة معها فما لم يقصد القارئ حكاية تلك لا بسملة لا يصدق عليه انه قرء بسملة تلك لما عرفت من أن الوجود الحكائي لبسملة سورة الذي تعرض له القراءة مغاير للوجود الحكائي لبسملة أخرى فان قلت هذه البسملة التي قرئها بقصد سورة لا بعينها لا شك في أنه يصدق عليه القران فإذا صدق عليه القران فاما ان يصدق عليه انه بعض من سورة دون سورة واما ان يصدق عليها انها بعض من كل سورة بمعنى انها قابلة لها إذا لو لم يصدق عليه انها بعض سورة أصلا لم يصدق عليه القران وقد فرض الصدق قطعا والفرض انه لا يصدق عليه بعض من سورة دون أخرى فتعين انه قابل لكل سورة قلت كونه قرانا مسلم ويصدق عليها انها جزء من سورة بمعنى انها قابلة لان يقصد بها حين القراءة كل سورة لا ان هذه التي لم يقصد بها سورة قابلة لان تصير بعد الضم جزء من كل سورة ولا تنافى بين ان يصدق كلي على شئ كالقران على البسملة التي لم تقصد لسورة وان لا يصدق عليه انه جزء من هذه السورة ولا من ذيك ولا من تلك نظيره ما إذا طلب المخاطب الآيتان برجل منهم شايع فإنه يصدق عليه انه طلب رجلا لكن لا يصدق عليه انه طلب زيدا ولا انه طلب عمروا ولا انه طلب بكرا وإن كان كل من اتى به حصل الامتثال لكن الكلام في تمثيل القراءة وتشبيهها بالطلب وانه لا يجب على ما يعرض لا واحد المبهم ان يعرض لشئ من الآحاد الخاصة فانا نرى بالعيان ان من قصد بالبسملة مجرد القران لا يصدق عليه انه قرء بعض سورة التوحيد ولا بعض سورة كذا ولا بعض سورة العزيمة فكل حكم يترتب على سورة خاصة و جزئها لا يترتب على قرائة هذه البسملة فإذا أمر الشارع تخييرا بقرائة سورة من بين السور فلابد من أن يصدق حين القراءة انه مشغول بالسورة الفلانية وهذا مسلوب عن هذا الشخص فان قلت يكفى بعد الاتمام ان بصدق انه قرء سورة كذا قلت لا يصدق عليه بعد الاتمام انه قرء سورة كذا لما عرفت من الوجهين في أن قرائة سورة كذا لا تصدق الا إذا كانت حين الاشتغال بكل جزء انه قار لسورة كذا

Página 149