147

لبسملة السورة الأخرى ومعنى قرائة المكلف تلك البسملة التكلم بالفاظها النوعية بقصد حكاية ذلك الكلام الشخصي فالمقوم لجزئية البسملة للكلام الشخصي القائم بالمتكلم الأول هو انضمامها إليه وتركبه منها ومن غيرها ولجزئيتها لكلام المكلف القارئ هو قصد حكاية ذلك الجزء فعلم من ذلك قرائة البسملة التي قصد بها حكاية بسملة الاخلاص النازلة معها لا يعقل ان يصدق عليها قرائة جزء سورة الجحد إذا رفع اليد عن الاخلاص وضم إليها بقية سورة الجحد ونظير ذلك الكلام المشترك بين القران وبين مصراع من بيت غير مقتبس منه فان القران هو الكلام الشخصي المنزل من عند الله القائم بمتكلمه الأول وغيره وهو الكلام الشخصي القائم بالشاعر فالقارئ إذا قصد حكاية كلام الله المنزل الشخصي صدق عليه القران ولا يعقل بعد ما ضم إليه بقية كلام ذلك الشاعر ان يصدق على ما قرء أولا انه قرء مصراع بيت فلان الشاعر فعلم أن بسملة كل سورة باعتبار كل من وجودها الأصلي القائم بالمتكلم ووجودها الحكائي القائم بالقارى موجود مغاير لبسملة سورة أخرى باعتبار وجوديها المذكورين نعم هما مشتركان في جزء الماهية وهي الصورة الخارجية للبسملة المعينة مؤخر التي هي عبارة عن قطعة شخصيته من الكلام الشخصي المنزل ولا ريب ان قصد المحكي الخاص مقوم لوجود الحاكي من حيث إنه حاك إلى مقدم وتغايرهما في الوجود الحكائي ليس باعتبار قصد كونها جزء لاحدى السورتين حتى يقال إن الجزء إذا كان تحت مهية قابلة لمركبين فقصد جزئيته لأحدهما لا تخرجه عن الاشتراك والقابلية بل تغايرهما كون المقصود في إحديهما حكاية الكلام الشخصي النازلة مع السورة إلى فعلم من ذلك ان قياس البسملة بالنسبة إلى السورة على الجزء المشترك بين مركبين خارجيين عينيين مثل العسل الذي هو جزء مشترك بين السكنجبين والاطريفل أو القائمة المشتركة بين قائمة السرير وقائمة الباب مثلا قياس مع الفارق إذا الجزء في كل من المركبين هو تمام الموجود العيني القابل لهما وقصد جزئيته لأحدهما لا يخرجه عن قابلية الجزئية للاخر كما عرفت في البسملة من أن تغاير البسملتين في الوجود الحكائي ليس بهذا الاعتبار بل باعتبار أمر داخل في مفهوم الوجود الحكائي ومن قبيل الا مثلة المذكورة للمركبات الخارجية البسملة المنقوشة في الكتاب فان جزئيتها لكل سورة تكتب بعدها باعتبار هذا الوجود النقشي الخارجي وقصد نقشها لسورة لا يخرجها عن قابلية جزئيتها لاخرى كتخليل ماء العنب لخصوص واحد من السكنجبين والاطريفل وتحت قطعة من الخشب قائمة لخصوص السرير أو الباب ثم على تقدير الإغماض عن دقيقة مدخلية قصد

Página 147