انقطعت الصفات ، وقصرت الحكايات عن بلوغ صفتهما(1)ومعرفة قدرهما ، والإحاطة بغاية خبرهما ، أما سمعت يا أخي قول العبد الصالح : ( عجبت للنار كيف نام هاربها ؟ وعجبت للجنة كيف نام طالبها ؟)(2)، فو الله لئن كنت خارجا من الطلب والهرب ، لقد هلكت وعظم شقاؤك ، وطال حزنك وبكاؤك غدا ، مع الأشقياء المعذبين ، وإن كنت تزعم أنك هارب طالب ، فاغد في ذلك على قدر ما أنت عليه من عظم الخطر ، ولا تغرنك الأماني .
Página 113