المبحث الأول طلبه للعلم ورحلته، وشيوخه، وتلاميذه
أ- طلبه للعلم ورحلته
بدأ الإمام الزركشى من صغره فى طلب العلم والتحصيل كما تقدم، وأنه لازم الدرس، وتردد على حلقاته، وحفظ المنهاج فى الفروع، ولازم شيخه جمال الدين الأسنوى وأخذ عنه، وكان من أنجب تلاميذه وأفضلهم وأذكاهم، ثم سمع من الشيخ سراج الدين بن رسلان البلقينى، وأخذ عن مشائخه بمصر الآتى ذكرهم -إن شاء اللَّه- وحينما سمع بشهرة الشيخ شهاب الدين الأذرعى، والحافظ ابن كثير لم يكتف بما حصل عليه من العلم فى مصر، وبالمكانة والدرجة التى وصل إليها، فتحمل مشاق السفر والغربة طلبًا للعلم، فتوجه إلى حلب أولًا فأخذ عن الأذرعى الفقه والأصول (١). ثم سافر إلى دمشق ثانية حيث أخذ الحديث وعلومه على الحافظ وغيره، ثم رجع إلى القاهرة، وقد جمع أشتات العلوم، وأحاط بالأصول والفروع، وعرف الغامض والواضح، ووعى الغريب والنادر، واستقصى الشاذ والمقتبس بذكاء وفطنة، فأهله ذلك للإفتاء والتدريس والجمع والتصنيف.
* * *
_________
(١) انظر شذرات الذهب ٦/ ٣٣٥، الدرر الكامنة ٤/ ١٧، حسن المحاضرة (مخطوطة) دار الكتب المصرية ص ١٠٣.
1 / 32