طوعا لعينيك في حكم الغرام فلا
تعرضي شرفي في معرض الخطر
مارتين :
عجبا يا سيدي، ما هذا التردد الطويل في غير مكانه؟ أيمكن أن يمنعك علم إلى الذهاب إلى من تهواها وتهواك؟!
وليم :
أعدائي كثيرون أيها الرفيق، وأخشى أن يسرقوا العلم مني؛ فيكون بذلك ضياع مجدي، إنك لا تعرف منزلة العلم ومقامه، بل ينبغي لك أن تكون جنديا، وأن تخرج من بلادك من طرق وجبال غير طرقك وجبالك، وأن تبتعد عن أهلك وعن وطنك؛ وأن يكون الحسام إلى جانبك وتحت يدك، وأن تعلم أنه لم يبق لديك من دولتك إلا هذه الراية الخافقة أمامك تخوض المعارك، وتلتقي الحتوف وتمزقها سهام العدى، وهي واقفة ثابتة تذهب من دونها أرواح الرجال على شفرات البوارق والسيوف، ولا يذهب عن نسيجها مثقال ذرة، وأن تعرف أن في ثناياها حين تخفق فوقك شرف أمة ومجد مملكة وقوام جيش وعز رجال وفخر عساكر أبطال، وأن في ألوانها سطورا خطتها يد المجد، وكتبتها أنامل النصر، ورقمها مداد العز والشرف، وهي كلها مجموعة في كلمة واحدة «الوطن»، وأن في فقدها عارا دائما وعزا ساقطا ومروءة ذاهبة ونصرا ضائعا وعيبا خالدا لا يمحى ولا يزول، وتلك هي الراية أيها الرفيق؛ فكيف تريد أن أتركها وهذا هو شرف الأمة! فكيف تطلب مني أن أتخلى عنه! ويلاه يا مليكة قلبي، أفي مثل هذه الساعة تطلبين عبدك!
مارتين :
إذن أنا راجع يا سيدي فماذا أقول لها؟
وليم :
قف لا تذهب اصبر قليلا لأرى. ويلاه كيف العمل؟
Página desconocida