أنا هو أيها الملك، أنا الطبيب الذي دخلت عليك، وأنا الذي داويتك حبا بك؛ لأنك شجاع باسل وحرام أن تموت مريضا في عنفوان الشباب. أعرفت الطبيب الآن؟ أعرفت صلاح الدين؟
ريكاردوس :
صلاح الدين أعرفه من زمان، أما الطبيب فقد عرفته الآن، بورك فيك أيها السلطان، ما أطيب قلبك وما أعظم مروءتك وإحسانك، تعال أعانقك؛ فقد غمرتني بفضلك وإنعامك حقا، لا يعرف قيمة الملوك إلا الملوك.
صلاح الدين :
إنما فعلت واجب الإنسانية أيها الملك، ولا عداوة في الشدائد والأمراض، ولقد قال شاعرنا وأجاد: عند الشدائد تذهب الأحقاد، وكفاني سرورا الآن أني خلصت هذا الفتى الباسل، ثم علمت الآن أنني خلصت أميرا عظيما وولي عهد كريم.
ريكاردوس :
الفضل لك على كل حال، كيف تخفيت أيها الأمير، وما سبب هذا الاختفاء؟ أنجرد عليك السيف ولا تخبر من أنت؟ ما هذا الثبات، وما هذا العناد الشديد؟
وليم :
إني نذرت بأن ألقى الوغا رجلا
من الجنود بغير اسم ولا لقب
Página desconocida