Derramamiento de literatura en la Lamiya de los Árabes

Sulayman Bak Shawi d. 1209 AH
49

Derramamiento de literatura en la Lamiya de los Árabes

سكب الأدب على لامية العرب

Géneros

فقال: كيف لا تأخذني دهشة من فعلك , وهناء عيشك - مع ما أراه من حالك - , فقال له: عندي لك ما هو أعجب مما رأيت , قبل دخولك خرج من عندي خادم الملك يخبرني أنه غداة غد بعد صلاة الظهر - يقتلك الملك - , فقال الرجل: وما هذه الحالة مع تيقنك بإنصرام الأجل؟! واني حبست على كذا وكذا من الدنانير , لا أرقب قتلا , وقد ضاقت علي الأرض بما رحبت , فعند ذلك أمر الوزير غلامه , فدفع للرجل ما حبس عليه من الدنانير , وقال له: يا هذا (اليوم خمر وغد أمر (4)) وما يدريك ماذا تنسجه يد القدرة إلى غد , فخرج الرجل من السجن , فبكر في اليوم الثاني لينظر ما يصنع بصاحبه , فلما وصل إلى باب السجن رأى رجلا يطرق الباب , وينادي لمن بالسجن: من يعطني شيئا , وأنا أطلقه من السجن , فسئل عن السبب , فقال: إن الملك باكر بشرب الخمر مع ندمائه , فأخذ أحدهم السكر , فضرب الملك , فقتله , فأطلق الوزير وإذا صاحبه في الباب , فقال: يا هذا لو أني لم أجعل الصبر ترسا للنائبات , واضجر منذ جلست , ما ذقت لذة الحياة. ولقد أحسن الشنفرى في قوله فيما يأتي: ولا الصبر إن لم ينفع الشكو أجمل.

8 - ... وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل

اللغة:

مدت: بضم الميم , وتشديد الدال المهملة , من المد , وهو بسط اليد , والمد: ((السيل , وإرتفاع النهار , والإستمداد من الدواة , وكثرة الماء , والبسط , وطموح البصر إلى الشيء (1))).

الأيدي: جمع اليد , وهي الجارحة.

الزاد: ((طعام يتخذ للسفر , تقول: زودت الرجل فتزود , والمزودة ما يجعل فيها الزاد (2))).

الأجشع: بهمزة مفتوحة , فجيم ساكنة , فشين معجمة مفتوحة , آخر الحروف عين مهملة , من الجشع بفتحتين , وهو ((أشد الحرص وأسوأه , وهو أن تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك (3))) , ((تقول منه: جشع بالكسر , وتجشع مثله , وهو رجل جشع , وقوم جشعون (4) , ومجاشع بن دارم أبو قبيلة من تميم (5) , وابن مسعود السلمي صحابي (6) , وتجاشعا الماء تضايقا عليه وتعاطشا , والتجشع: التحرص (7))).

Página 134