Derramamiento de literatura en la Lamiya de los Árabes
سكب الأدب على لامية العرب
Géneros
استطراد:
((من غريب أمر الذئب انه متى وطئ ورق العنصل (1)، مات من ساعته، ومن عظيم عداوته للغنم ما ذكر انه إذا اجتمع جلد شاة مع جلد ذئب تمعط جلد الشاة (2)، وإذا عرض للإنسان، وخاف العجز عنه عوى مثل عوائه لطلب المساعفة المتقدمة، فتسمعه الذئاب، فتقبل الى الانسان إقبالا واحدا، وهم سواء في الحرص على أكله، فان أدمى الإنسان واحدا منهم، وثب الباقون على المدمي فمزقوه وتركوا الإنسان، وقد قال بعض الشعراء يعاتب صديقا له، وكان قد اعان عليه في أمر نزل به (3): [من الطويل]
وكنت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدم
ومما ذكره ابن خلكان في تأريخه (4) في باب عمر بن أبي ربيعة المخزومي، أنه بينما هو يطوف بالبيت، إذ رأى امرأة تطوف أيضا، فأعجبته [88و] وكان مغرما في حب النساء، فسأل عنها، فقيل له: من أهل البصرة، فكلمها مرارا، فلم تلتفت إليه، وقالت: إليك عني، فإنك في حرم الله تعالى، وفي موضع عظيم الحرمة، فلما ألح عليها، ومنعها من الطواف، أتت محرما لها، وقالت له: تعال معي أرني المناسك، فحضر معها، فلما رآه عمر عدل عنها، فتمثلت بشعر الزبرقان بن بدر السعدي (5): ... [من البسيط]
تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي مربض المستأسد الضاري
فبلغ خبرها المنصور (6)، فقال: ((وددت أنه لم تبق فتاة في خدرها الا سمعته))، وكانت ولادة عمر بن أبي ربيعة في الليلة التي قتل فيها عمر بن الخطاب (- رضي الله عنه -) فكان الحسن البصري (7) يقول -إذا جرى ذكر ولادته-: أي حق رفع وأي باطل وضع)) وغزا في البحر فأحرقت السفينة التي فيها، فأحترق (8).
Página 266