163

Derramamiento de literatura en la Lamiya de los Árabes

سكب الأدب على لامية العرب

Géneros

فمذ أفلح الجهال أعلم أنني ... أنا الميم والأيام أفلح أعلم وأفلح هنا مشقوق الشفة السفلى، وأعلم مشقوق الشفة العليا، فإذا كانت الأيام كذلك فلا يمكن نطقها به، وهذه كناية عن عدم صفو الأيام مع ذوي العلم. وقد قال زين العابدين (1) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهم أجمعين: [من الطويل]

عتبت على الدنيا فقلت إلى متى ... أكابد فقرا بأسه ليس ينجلي

فقالت: نعم يا ابن الحسين رميتكم ... بسهم عناد حين طلقتني علي (2)

وفيه إشارة إلى ما ثبت أن عليا - رضي الله عنه- خاطبها يوما، هو مخيل أن لها شخصا، حين دخل على بيت المال، وكان ملآنا: يا دنيا غري غيري أني طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فأنفق جميع ما في بيت المال على مستحقيه، وكنسه ونام فيه (3).

وقيل: إنها خيلت لعيسى _ على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام _ في صورة كلب وإذا جبهتها، وذنبها (81ظ) مهلوسان، والدم يقطر منهما، فقال لها: ما هذه الحالة؟ قالت يا رسول الله إذا مررت على مثلك لطمني على جبهتي، ولم يعتن بي، وإذا مررت على احد أبنائي أسرع إلي فأهرب منه، فلم تظفر كفه إلا بذنبي، فانزعه من يده بعنف، فصار حالها إلى ماترى، فانا بين لاطم وماسك.

ولله در الصفدي (4) حيث يقول: [من الطويل]

وقائلة فيما اجتهادك للعلى ... وقد رقدت للحظ منك عيون

فقلت لها والله مالي حاجة ... لتحصيل دنيا فالأمور تهون

ولكن حقوقا للعلى قد ترتبت ... على ذمتي مفروضة وديون

Página 251