Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
فأخبرتها بما حدث. - «من الأفضل لك أن تعالجي تلك المشكلة، فلا أريدها أن تتصل بي مرة أخرى. تعايشي معهم فحسب، فتلك الحكومة لن تدوم طويلا، والآن اذهبي لأداء واجباتك المدرسية.»
ذهبت إلى غرفتي وأغلقت الباب خلفي. لا أصدق أني أفلت من غضبها بتلك السهولة. ربما كانت أمي تكره الحكومة الجديدة مثلما أكرهها، ولذلك لم تبد رد فعل عنيفا كما توقعت.
استمر الإضراب يومين، وظللنا نذهب إلى المدرسة دون أن ندخل الفصول، بل كنا نقضي الساعات نجوب الفناء سيرا أو نجلس في مجموعات صغيرة، وتدور معظم مناقشاتنا عما شهدناه في الشهور الأخيرة. لم نكن نصدق أن الحياة تغيرت تغيرا جذريا هكذا، فمنذ عام واحد فقط لم نكن نتخيل أن ملابسنا ستعرض حياتنا للخطر، أو أننا سنضرب عند الدراسة كي نتعلم التفاضل. وفي ثالث أيام الإضراب استدعت محمودي خانم المندوبات عن الطالبات إلى مكتبها.
كان وجهها محتقنا من الغضب، وأخبرتنا أنها توجه لنا إنذارا أخيرا، وأننا إن لم نعد إلى الفصول فلن يصبح لديها خيار سوى الاتصال بالحرس الثوري واستدعائهم إلى المدرسة كي يتولوا الأمر، وأنها على يقين من أننا نعلم أن الحرس لن يصبروا علينا، وأن ذلك الأمر خطير وقد يعرض البعض للأذى، وحذرتنا من أننا نعادي الحكومة الإسلامية، وأن عقوبة ذلك هي الإعدام، وأعطتنا مهلة مدتها ساعة كي نعود إلى الفصول.
لقد قالت ما لديها؛ الحرس الثوري سيئو السمعة، وخلال الأشهر الماضية ألقوا القبض على مئات الأشخاص الذين انقطعت أخبار العديد منهم، والذين تنوعت جرائمهم ما بين مناهضة الثورة أو مناهضة الإسلام أو مناهضة الخميني.
وهكذا انتهى الإضراب.
لم يكن الحرس الثوري الوحيدين الذين يثيرون القلاقل، فهناك أيضا «حزب الله»، وهم مجموعات من المدنيين المتعصبين مسلحين بالسكاكين والهراوات يهاجمون أي نوع من الاحتجاجات الشعبية. كانوا ينتشرون في كل مكان ويمكن حشدهم في غضون دقائق. كانوا أكثر عنفا مع النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب كما ينبغي، وقد تعرضت العديد من النساء للاعتداء والضرب لأنهن يضعن أحمر شفاه، أو لأن بضع خصلات من شعرهن تظهر من تحت غطاء الرأس.
بعد نحو شهر أو اثنين من الإضراب طلبت مني معلمة الكيمياء باهمان خانم الانتظار بعد انتهاء الدرس، وأخبرتني أنها رأت قائمة تضم بعض الأسماء، ومن بينها اسمي، على مكتب محمودي خانم. كانت باهمان خانم إحدى المعلمات القلائل اللاتي كن يدرسن لنا من قبل قيام الثورة واستمررن في المدرسة، وتعرفني جيدا. وبينما كانت تتحدث ظلت عيناها تراقبان الباب كي تتأكد أن أحدا لن يدخل فجأة. كانت تحدثني همسا، واضطررت أن أنحني كي أسمعها جيدا.
كنت أتوقع حدوث شيء كهذا. أدركت أني سأواجه المشاكل بعد كل ما قلت وفعلت، فبغضي للقواعد الإسلامية الجديدة لم يكن سرا، ووقتها لم يكن بوسع أحد الحديث بحرية دون أن ينال عقابه. وبالرغم من علمي بكل ذلك، فقد بدت الأخطار التي تتهددني بعيدة مبهمة. كنت أظن أن الأمور السيئة تحدث للآخرين فحسب.
شكرت باهمان خانم على إخباري بأمر القائمة، فأخبرتني بضرورة مغادرتي البلاد، وسألتني هل لي أي قريب في الخارج، فأوضحت لها أن أسرتي ليست ثرية ولا يمكنهم إرسالي إلى أي مكان، فقاطعتني وهي ترفع صوتها والدموع تلمع في عينيها. - «مارينا، أظن أنك لا تفهمينني جيدا. إنها مسألة حياة أو موت، ولو كنت مكان والدتك لحاولت إبعادك عن هنا حتى وإن اقتضى الأمر أن أموت جوعا.»
Página desconocida