Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
صاحت جدته من غرفة أخرى: «هل أريتها نايك؟»
تغير لون وجه أراش مرة أخرى. - «أي ناي؟» - «لا تشغلي بالك، فأنا أعزف على الناي من أجل التسلية فحسب.» - «لم يسبق لي أن تعرفت على شخص يعزف على الناي من قبل. هلا عزفت من أجلي؟»
أجابني: «بالطبع.» لكن دون أن يبدو عليه الحماس.
اتبعته إلى غرفته حيث أخرج نايا فضيا من صندوق أسود مستطيل ومرر أصابعه على الآلة الملساء، وسرعان ما امتلأ المكان بصوت أغنية حزينة. جلست على فراشه واتكأت على الحائط، ووقف أمامي يتحرك جسده مع الموسيقى كأنها جزء منه. حدقت عيناه إلى الأمام كأنه يحلم، ويرى ما لا يستطيع أحد غيره رؤيته. تراقصت الستارة القطنية البيضاء أمام النافذة المفتوحة، محدثة دوامات يمتزج فيها ضوء الشمس بالظل. لم أستمع إلى موسيقى عذبة هكذا من قبل. نظر في عيني عندما انتهى، لكني لم أقل شيئا. عرفت أنه قد كتب تلك المقطوعة الموسيقية بنفسه، لكنه كان شديد التواضع بشأن ذلك الأمر. سألني هل أستطيع العزف على أي آلة موسيقية، فأجبت بالنفي. ثم سألني عن عمري، وصدم عندما أخبرته بأنني في الثالثة عشرة، فقد كان يظن أني في السادسة عشرة على الأقل، ودهشت عندما علمت أنه في الثامنة عشرة.
راقت لي الطريقة التي ينظر بها إلي عندما أتحدث معه، فقد كان يجلس مسترخيا في مقعده مستندا بمرفقه على ذراع المقعد، واضعا يده أسفل ذقنه ويبتسم، وعيناه تنظران لي باهتمام شديد. توقفه لحظات قبل أن يجيب عن أسئلتي كان يشعرني بأن حديثنا مهم له. عرضت عليه أن يذهب معي في نزهة سيرا على الأقدام في الصباح التالي، ووافق. •••
في الصباح التالي لوحت لنا جدته من شرفة المنزل. - «إنها تدفعني نحو الجنون، فهي ما زالت تظن أنك حبيبتي وترغب في دعوتك على الغداء اليوم.» - «بكل سرور إذا لم تكن لديك مشكلة.»
نظر لي بعينين متسائلتين. - «أعني أنه إذا كانت دعوتي فكرة جدتك وحدها وأنت لا ترغب في حضوري، فبإمكانك أن تخبرني بذلك.» - «بالطبع أود أن تأتي.» - «عظيم، لأني أريد سماع عزفك على الناي مرة أخرى.»
سرنا حتى وصلنا مكانا هادئا منعزلا من الشاطئ. من بعيد كنت أرى عددا من الناس مستلقين على الرمال وآخرين يسبحون. كانت الأمواج البيضاء ترتفع وتنكسر على الشاطئ، فخلعت حذائي وتركت مياه البحر تتخلل أصابع قدمي. كانت المياه لطيفة وباردة. طلبت منه أن يخبرني المزيد عن عائلته، فأخبرني أن والده رجل أعمال ووالدته ربة منزل، وأنهما يذهبان إلى أوروبا كل صيف، بينما يأتي هو وشقيقه وجدته كي يقيموا مع خالته في منزلها الصيفي. وذكر لي أن شقيقه الذي يصغره بعامين يدعى أرام.
قلت وقد أخذتني المفاجأة: «لا بد أنك تمزح! أرام شقيقك؟» - «نعم، هل تعرفينه؟» - «نعم، لقد قابلته. يبدو اجتماعيا، فهو دائما يخرج بصحبة الفتيان الآخرين، أما أنت فلم أرك قبل حفل عيد ميلاد نيدا. أين كنت مختبئا؟»
أخبرني أنه ليس منبسطا مثل شقيقه، فهو يفضل قراءة الكتب أو العزف على الناي، وأنه أتى إلى حفل عيد ميلاد نيدا لأنها كانت جارته في طهران ولأنها صديقة شقيقه فحسب.
Página desconocida