Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
وهنا امتقع وجهها بشدة، فبادرتها: «هل أنت على ما يرام؟»
صمتت برهة، ثم أجابت بأنها قضت هي الأخرى بضعة أشهر في سجن «إيفين».
وهنا غرق الجميع في الصمت، وأخذوا يحدقون فينا.
اكتشفت أنني وباريسا كنا سجينتين في الوقت نفسه، في مكانين مختلفين من المبنى نفسه. ذكرت لها أسماء بعض رفيقاتي في الزنزانة، ولكنهن لم يكن مألوفات لها، وذكرت هي أيضا أسماء رفيقاتها في السجن، لكنني لم أتعرف على أي منهن، ومع ذلك فقد تبادلنا ذكريات بعض الأحداث التي يعرفها كل نزلاء «إيفين»، وأخبرتني بأن تلك هي المرة الأولى التي تتحدث فيها عن تجربتها في السجن.
قالت باريسا: «الناس لا يتحدثون عن هذا الأمر.»
إنه الصمت عينه الذي كبلني لما يزيد عن عشرين عاما.
عندما أطلق سراحي من «إيفين»، تظاهرت عائلتي بأن كل شيء على ما يرام، لم يذكر أحدهم السجن بكلمة، ولم يسألني أحدهم عما حدث لي. كنت أتحرق شوقا كي أخبرهم عن حياتي في «إيفين»، ولكنني لم أدر كيف أبدأ. انتظرت بلا جدوى أن يبادروا هم بالسؤال، أو أن يحدث أي شيء يجعلني أعرف من أين أبدأ الحديث، ولكن الحياة استمرت كأن شيئا لم يكن. فكرت في أن عائلتي تريدني أن أظل تلك الفتاة البريئة التي كانوا يعرفونها قبل دخولي السجن. كانوا خائفين من الألم والرعب اللذين قد يثيرهما الماضي الذي مررت به، ولذلك تجاهلوه.
شجعت باريسا على أن تحدثني هاتفيا، وتبادلنا الحديث بالفعل بضع مرات. كان صوتها يرتجف ونحن نتبادل ذكريات رفيقات السجن، ونتذكر الصداقات التي أعانتنا على الاستمرار في الحياة.
وبعد بضعة أسابيع أخبرتني بأنها لا ترغب في الحديث معي أكثر من ذلك. لم تكن ترغب في أن تتذكر ما حدث.
قالت لي: «لا أستطيع القيام بذلك. إنه شاق للغاية! إنه مؤلم للغاية!» واختنق صوتها بالدموع.
Página desconocida