Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
قال علي وهو يقف خلفي: «لقد أضيف اسمك إلى قائمة إطلاق السراح المشروط.» - «وماذا يعني ذلك؟» - «يعني أنك سوف تصبحين حرة رسميا في غضون ثلاثة أشهر.»
حرة رسميا! يا لها من كلمة غريبة! هل سأنال حريتي حقا يوما ما؟ لم أستطع أن أفهم ما تعنيه كلمة «حرية» لي، فقد سلبني حريتي إلى الأبد، لكنني لم أتفوه بكلمة. «ألست سعيدة لسماع ذلك؟» - «لست أدري يا علي، فقد أصبحت عاجزة عن التفكير. وحتى لو أصبحت حرة رسميا، فلن أتمكن من الذهاب إلى أي مكان.» - «بل سنذهب إلى منزلنا؛ فالأوضاع تتحسن، وعندما يطلق سراحك سوف يصبح ذهابنا إلى المنزل آمنا.»
أمسك بكتفي وأدارني لأواجهه ولمس وجنتي. «لماذا تبكين؟» - «لا أدري. ربما تكون الذكريات. الأمر ليس بيدي.»
كانت نظرة عينيه غامضة معظم الوقت، لكن تطل منهما أحيانا نظرة غريبة تشي بالرغبة الشديدة التي تخيفني. أطرقت برأسي، وعندما رفعتها مرة أخرى كان ينظر من النافذة وظهره لي.
سألني وهو يستدير نحوي: «مارينا، أما زلت تكرهينني؟» - «كلا، كرهتك في البداية، لكن لم أعد كذلك الآن.» - «وهل هناك أمل أن تحبينني يوما؟» - «لا أدري، لكني أعلم أنك ما دمت تعمل في «إيفين» حيث يقتضي عملك إيذاء الآخرين فلن أستطيع أن أحبك، ولا تنس أنك أجبرتني على الزواج منك، فأنا أسيرتك.» - «لكني لا أود أن تفكري في الأمر هكذا.» - «إنها الحقيقة.» - «كلا، إنه تصورك عن الحقيقة.» - «ماذا تعني؟» - «ألا تفهمين؟ لقد كنت على شفا الموت، وأنا أنقذتك منه. هل تعتقدين أنه كان بإمكانك النجاة من ذلك الموقف؟ هل خطر لك أن حامدا والآخرين سوف يتقبلون ذلك؟ أنت ساذجة، صحيح أني أردتك، لكنني لست أنانيا إلى هذا الحد. لو كانت هناك طريقة يمكنني بها إطلاق سراحك لفعلت ثم أطلقت النار على نفسي. كلانا أسير بصورة أو بأخرى.» طوقني بذراعيه وتابع: «قبل الثورة، كنت سجينا سياسيا مدة ثلاثة أعوام، وأعلم معنى الرغبة في العودة إلى المنزل، لكن دعيني أخبرك بشيء؛ منزلك لم يعد كما تركته، وحتى لو كان، فأنت لم تعودي كما كنت، ولن تتفهم عائلتك موقفك. سوف تبقين وحيدة طوال حياتك. ربما أضيع وقتي بإخبارك بكل ذلك، لأنك ما زلت صغيرة وبريئة أكثر من اللازم، ولكن لا مكان لك تذهبين إليه، فالمكان الوحيد الذي تبقى لك في هذا العالم معي، ومكاني الوحيد معك.»
ذهبنا إلى الفراش، ولكنني لم أستطع النوم، فأخذت أراقب ضوء القمر وهو يفترش الأرض. استغرق علي في النوم وهو يوليني ظهره، وكان كتفه الأيسر يرتفع وينخفض مع كل نفس. كنت قد أخبرت ترانه أنني لم أتعرض للاغتصاب قبل ليلة الإعدام، وتلك هي الحقيقة، لكن حامدا وبقية الحرس كانوا يعلمون أنني مسيحية، ومن وجهة نظرهم سواء أكنت عذراء أم لا، فسوف أذهب إلى الجحيم على أي حال. كانت ترانه تعرف ذلك، لكنها سألتني هذا السؤال لأنها بالرغم من تقبلها لحكم الإعدام بنفس راضية كانت في أمس الحاجة إلى أن يطمئنها أحد أنها ستموت وكرامتها مصونة. أخبرني علي بأن الفتيات لا يتعرضن للاغتصاب قبل أن يعدمن رميا بالرصاص، ولكنه لا يرى أنه اغتصبني؛ من وجهة نظره فقد أجبرني على الزواج منه لصالحي. ربما يكون قد اغتصب فتيات أخريات باسم نكاح المتعة دون أن ينعم النظر في الأمر. وددت لو أصدق أنه لم يفعل شيئا كهذا من قبل، وأنني الوحيدة التي أجبرها على مثل هذا النوع من الزواج، لكن لم يكن بإمكاني معرفة الحقيقة.
تسللت من الفراش وتوجهت نحو البحر. كانت الأمواج الصغيرة تهمس للشاطئ الصخري، والنجوم تطفو بين السحب الفضية الرمادية وأضواؤها اللؤلؤية تنعكس على سطح المياه، وبحر «قزوين» يناديني كأنه صديق قديم. ظننت أني مستعدة؛ أني قد أتحمل ألم الخسارة الذي يثقل كاهلي، لكني لم أستطع تحديد الصواب. البحر يناديني، ولدي رغبة في تلبية ندائه. إنها الحاجة المخيفة، والرغبة العارمة في التلاشي. تقدمت خطوات وسط الأمواج، وكانت دافئة كما عهدتها. هنا بإمكاني أن أصبح ذكرى، لكن كل ما أحمله في قلبي سيضيع.
جاءني صوت الملاك: «الحياة غالية، فلا تستسلمي، بل عيشيها ثانية.» - «كنت بحاجة إليك، وناديتك، ولكنك لم تأت، والآن تطلب مني ألا أستسلم؟ ألا أستسلم من أجل ماذا؟»
الحياة غالية، فلا تستسلمي، بل عيشيها ثانية. «وماذا ستفعل إن نزلت تحت المياه واستنشقتها بدلا من الهواء؟ هل ستدعني أموت وتلومني على الاستسلام لليأس والحزن؟ أم ستبتسم وتجعلني أشعر بالذنب لما فعلت وما لم أفعل فتعيدني مرة أخرى إلى هذا العذاب؟»
داعبتني الرياح، وهبت وسط الغابات وفي وادي «النهر الأبيض»، ثم اندفعت في هدوء عبر سكون الصحراء كي تجد طريقها إلى المحيط.
Página desconocida