Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
قالت ونحن نعد العشاء: «عندما اتصل علي وأخبرني أنك قادمة لزيارتنا، طلبت من مسعود أن يذهب إلى المخبز ويشتري كعك الكريمة من أجلك، فما زلت أذكر أنك تحبينه كثيرا.» وأخرجت صندوقين كبيرين لونهما أبيض من الثلاجة. - «يا للهول! لديك ما يكفي لإطعام جيش كامل!» - «مسعود يشعر بالسعادة، حتى إنه قد يشتري المخبز بأكمله إذا طلبت منه ذلك.» - «هل أخبرته بأمر الدعاء؟» - «لقد أخبرت الجميع.» - «ألم يغضب مني؟» - «ولم يغضب منك؟» - «لا أدري، إنه دعاء مسيحي.» - «لا يهم، فقد نجح الدعاء، أليس كذلك؟ سوف نرزق بطفل، وهذا كل ما يهم، وقد أخبرني بأن السيدة مريم امرأة عظيمة ورد ذكرها في القرآن ولا حرج في طلب العون منها.»
كانت سعادة أكرام كصفعة على وجهي، ولكنني لم أرغب في أن أشعر بالتعاسة بسبب سعادتها. - «ماذا هناك يا مارينا؟ هل علي غاضب منك؟ إن كان كذلك فسوف ...» - «علي ليس غاضبا.»
بدأت أرص الحلوى في طبق التقديم، وكانت رائحتها طازجة شهية. لا يحق لأكرام أن تشعر بكل تلك السعادة في الوقت الذي تعاني فيه أمهات أخريات مثل شيدا في «إيفين». هذا ليس عدلا. - «لكن يبدو عليك الحزن الشديد يا مارينا، ماذا هناك؟» - «آسفة، إنني سعيدة للغاية من أجلك، لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من التفكير في صديقة لي تدعى شيدا. كانت حبلى عندما ألقي القبض عليها هي وزوجها وحكم عليهما بالإعدام. وضعت شيدا ابنها كاوه في السجن، وعما قريب سيصبح الطفل الجميل وحيدا. خفف الحكم الصادر ضد شيدا إلى السجن مدى الحياة، لكن زوجها لا يزال محكوما عليه بالإعدام، وهي ترغب في إرسال طفلها إلى منزل والديها، لكنها لا تستطيع الاستغناء عنه، فهو كل حياتها، أما الطفل المسكين قد تربى في «إيفين» ولم ير العالم الخارجي قط.» - «هذا أمر فظيع، ولم دخلت السجن؟» - «لا أدري تحديدا، فنحن لا نتحدث في هذا الأمر، وإن كنت أعتقد أنها من مؤيدي «المجاهدين».» - «لكن المجاهدين إرهابيون أشرار يا مارينا.» - «شيدا ليست شريرة، بل هي امرأة حزينة، وهي أم، بالإضافة إلى أن الاعتقاد بأن أحدهم شرير لا يعطينا الحق في فعل ما نشاء به أو ارتكاب الشر بدورنا، فالخطأ يظل خطأ مهما كانت الزاوية التي تنظرين إليه منها، وأنا على يقين من أن شيدا لا تستحق حكما بالسجن مدى الحياة.» - «سوف أخاطب عليا في هذا الشأن، فربما كان بوسعه أن يفعل شيئا من أجلها.» - «حسنا، لا ضرر من الحديث معه، لكني لا أظن أن بوسعه فعل أي شيء لها، فهو ليس المسئول عن قضيتها، وقد حاول أن يساعد البعض من قبل لكنه لا ينجح دائما.»
علا صوت الماء وهو يغلي. - «هيا يا مارينا، فلنتناول بعض الشاي والحلوى.»
عانقتها وأخبرتها أني أحبها كثيرا، وأن هناك الكثير من الألم والحزن في «إيفين»، حتى إني نسيت كيف يكون طعم الفرح. •••
بعد نحو أربعة أشهر دعانا والدا علي إلى منزلهما لتناول العشاء معهما في ذكرى زواجنا، وكنا نزورهما نحو مرتين شهريا في السنة الماضية، وظلا يعاملانني بمنتهى الطيبة واللطف. كان حمل أكرام على ما يرام، وكانت على وشك أن تضع مولودها خلال ثلاثة أشهر.
وبعد تناول العشاء سأل السيد موسوي عليا: «هل اشتريت هدية لزوجتك في ذكرى زواجكما؟»
قال علي إنه قرر أن يصطحبني لقضاء بضعة أيام على شاطئ بحر «قزوين».
سألته: «أليس هذا خطرا؟» - «لا يعلم أحد أننا ذاهبان سوى والدي، وسوف نقيم في منزل عمي الصيفي الذي يقع في منطقة منعزلة، وهو نفسه لا يعلم أننا سنذهب إلى هناك، بل إنه يظن أن والدي هما اللذان سيذهبان، ولن يذهب إليهما لأنه مسافر في رحلة عمل. ما رأيك إذن؟ هل ترغبين في الذهاب؟»
هززت رأسي بالموافقة، فأخبرني أننا نستطيع الذهاب في الحال، فقد أعدت لي والدته حقيبة السفر.
Página desconocida