Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
أوفى علي بوعده واصطحبني إلى الكنيسة بعدها ببضعة أيام، وأتى معنا صديقه محمد، لأنه - كما أخبرني علي - لم يذهب إلى كنيسة قط، ولديه فضول كي يرى واحدة من الداخل. أوقف علي السيارة أمام المبنى، ووجدتها لم تتغير على الإطلاق، لكني شعرت بأني غريبة تماما عن المكان. خطوت خارج السيارة وسرت نحو الباب الرئيسي فوجدته مغلقا، فذهبت إلى الباب الجانبي وقرعت الجرس.
سمعت صوت القس الأب مارتيني عبر نظام الاتصال الداخلي يتساءل: «من بالباب؟»
انقبض قلبي وأنا أقول: «مارينا.»
اقتربت خطوات متسارعة من الباب، وفتح. وقف الأب مارتيني هنيهة بلا حراك من أثر الصدمة والذهول.
وأخيرا قال: «مارينا، إنني سعيد جدا لرؤيتك. تفضلي ...»
تبعته عبر الساحة إلى حجرة المكتب الصغيرة، وسار علي ومحمد خلفنا.
سأل الأب مارتيني عليا: «هل يمكنني الاتصال بوالدتها وصديقها أندريه كي يحضرا لرؤيتها؟»
تبادلت أنا وعلي النظر، وكاد قلبي يتوقف.
أجاب علي: «نعم يمكنك ذلك.» وطلب من محمد أن يخرج معه.
عاد محمد بعد لحظة، ولكنني لم أر عليا، ربما كان ينتظر في السيارة، وأغلب الظن أنه لا يريد رؤية أندريه. سألني الأب مارتيني عن أحوالي، وأخبرته أنني بخير. ظل ينقل بصره بيني وبين محمد، وأدركت كم أصبح وجودي مخيفا في هذا المكان. لم أفكر من قبل في الخوف الذي يفرضه وجودي، ومع أني أعلم أني لم أعرض القساوسة للخطر، فهم لا يعلمون ذلك. توقعت أن أشعر بالسعادة والأمان هنا، ولكن بوسعي الآن أن أدرك أن السعادة والأمان قد ماتا في اليوم الذي ألقي القبض علي فيه.
Página desconocida