Prisionera de Teherán
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Géneros
كان السيد موسوي بوصفه مسلما متدينا يتبع عادة غض البصر عن النساء من غير المحارم، فلم ينظر في عيني مباشرة.
اندفع علي معترضا: «أبي، لقد ناقشنا هذا الأمر آلاف المرات من قبل.» - «هذا صحيح، لكني لا أذكر أن مارينا كانت معنا في أي مرة من تلك المرات، فأرجو أن تصبر قليلا ودعني أتحدث مع من ستكون زوجة لابني.» - «حسنا يا أبي.» - «ابنتي العزيزة، لا بد أن تعرفي أني أتفهم الصعوبات التي تواجهينها. سأسألك بضعة أسئلة وأريدك أن تصدقيني القول في الإجابة عنها. هل توافقين؟» - «نعم سيدي.» - «هل أحسن ابني معاملتك؟»
أجبت وأنا أنظر نحو علي: «نعم يا سيدي.» فابتسم لي. - «هل ترغبين في الزواج منه؟» - «لا أرغب في الزواج منه، لكنه يرغب في الزواج مني، وقد تحمل متاعب عديدة كي ينقذ حياتي، وأنا أتفهم وضعي الحالي، وقد وعدني أن يعتني بي جيدا.»
تمنيت ألا أكون قد أخطأت في شيء.
قال السيد موسوي إنني فتاة ذكية، وأبدو أكثر نضجا مما يقتضيه عمري، وأخبرني بأنني كنت عدوة لله وللحكومة الإسلامية وكنت أستحق الموت، ولكن عليا تدخل لإنقاذ حياتي، لأنه آمن أنني قد أتعلم من أخطائي وأتغير. تمنى السيد موسوي أيضا أن أدرك أن مارينا التي كنت أعرفها قبل دخول «إيفين» قد ماتت، وأني سأبدأ حياة جديدة على دين الإسلام، وأن اعتناقي الدين الإسلامي سوف يمحو ذنوبي وآثامي، وأخبرني أيضا بأنه يحمل ابنه مسئولية وعوده لي، فقد حاول أن يثنيه عن عزمه على الزواج مني، لكن عليا رفض الاستماع له. لطالما كان علي ابنا بارا ولم يفعل أي شيء ضد رغبة والده قط، لكنه لم يصر من قبل على شيء كهذا، وهو ما جعل السيد موسوي يوافق على هذا الزواج شريطة أن أعتنق الإسلام. كان يدرك أن عائلتي قد تنبذني إن تخليت عن ديني، فوعدني أن يعاملني كابنته، وأن يحميني شخصيا، ويعمل جاهدا على تحقيق ما فيه الخير لي ما احترمت ديني الجديد واتبعت السلوك الإسلامي الحسن وكنت زوجة مخلصة لابنه.
بعد أن أنهينا الحديث تساءل السيد موسوي: «هل اتفقنا جميعا على هذا الأمر؟»
أجاب الجميع: «نعم.»
فوجئت بالجهود التي يبذلها والد علي لحل هذا الموقف الصعب، ومع أن منظورينا للأمور يختلفان تماما، فقد وجدت أني أحترم السيد موسوي. واضح أنه يحب عليا ويهتم بسعادته. لو كان أخي هو الذي يرغب في الزواج من فتاة لا يوافق عليها والداي، ما كان والدي ليدعو إلى انعقاد اجتماع عائلي، لكنه على الأغلب كان سيخبر أخي بأنه إن تزوج تلك الفتاة فلن يرغب في رؤيته مرة أخرى.
قال السيد موسوي: «هكذا يا مارينا، أرحب بك فردا في عائلتنا. لقد أصبحت ابنتي الآن، ونظرا للظروف الاستثنائية فسوف نقيم حفل زفاف محدودا هنا في منزلنا. لا تقلقي يا عزيزتي، فلست مضطرة إلى إخبار عائلتك الآن، فنحن عائلتك الجديدة وسوف نقدم لك كل ما تحتاجين. وأنت يا بني، لطالما كنت ابنا بارا ونتمنى لك السعادة في هذا الزواج. مبارك عليك يا ولدي.»
وهنا نهض علي وقبل والده وشكره، بينما عانقتني والدته وهي تبكي. •••
Página desconocida