ولقد وجدت الجماعة التي تكافح الصهيونية فعلا أثناء الحرب العالمية الأولى - وهي الجماعة التي أطلقت على نفسها اسم «كوكلكس كلان»
Kuklux Klane
وعاشت بضع سنوات فوصل عدد الأعضاء فيها على تقدير الخبير الإحصائي ستانلي فروست
Stanly Frost
أربعة ملايين ونصف مليون.
إلا أن هذه الجماعة القوية وسعت حملتها وشنت الغارة على أعداء أربعة بدلا من عدو واحد، فجعلت في همها محاربة الزنوج، ومحاربة التابعين للكنيسة الرومانية، ومحاربة الاشتراكيين والشيوعيين، ومحاربة اليهود، وافتضحت لها أمور معيبة مكنت خصومها من إحباطها وتفريق شملها وتتبع العورات التي تنسب إليها، ولو أنها قصرت محاربتها على الصهيونية لقضت عليها عنوة في سنوات معدودات.
لقد كان حظ الصهيونية أن «الكوكلكس كلان» أخطأت هذا الخطأ، وانفضحت تلك الفضيحة، ولكن حماقة الصهيونية توازن حظها الحسن وتربي عليه، ومن حماقتها أنها تتهوس الآن في الدعاية لإسرائيل، وتزج بالدولة الأمريكية في مآزق لا تؤمن عقباها من ورطة بعد ورطة، وإقحام بعد إقحام، وأنها لتوغر الصدور عليها كرها بالصلف الذي لا يطاق، ولا بد أن يغضب عليها من تستغضبهم ولا تبالي عاقبة غضبهم، فينفضوا عن كواهلهم ذلك العبء الثقيل الذي يسخرهم كل هذا التسخير لصهيون إسرائيل.
ومن بوادر الانقلاب على النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة أن الصهيونيين يخافونه ويدركون خطره، وأن الخطر يذهلهم عن الصواب ويخرجهم عن السداد، فيحشدون اليوم جماعات الإرهاب للإيقاع بالخصوم والمعارضين، ويعملون بأيديهم على مقابلة الإرهاب بمثله، فلا تعود لهم جماعة «الكوكلكس كلان» هذه المرة بالحملة الموزعة عليهم، وعلى الزنوج، والاشتراكيين، وأتباع الكنيسة الرومانية، ولا تكسبهم الأنصار من هؤلاء الشركاء في النقمة والبغضاء، بل تعود لهم ومعها أنصار متألبون ممن تجمع بينهم عداوة الساميين.
إن الأمم قد تصبر على التسخير الذي تجهله ولا تعرف أضراره، ولكنها لا تصبر على التسخير المكشوف الذي يلج به التحدي والغرور، فيركب رأسه غير حافل بما يثيره من السخط والنفور. وقد أوشكت الصهيونية أن تواجه الشعب الأمريكي بمثل هذا الصلف في قضية إسرائيل، وفي قضايا السياسة الدولية، وأوشك هذا الصلف أن يستدعي المقاومة المنظمة لمقابلة الإرهاب بالإرهاب، وتعددت فضائح الصهيونيين في مسائل الجاسوسية وأسرار القذائف الذرية، فلن يطول الأمد على مثل هذه الحالة حتى تتكشف العداوة الصراح، ولن يفعل الصهيونيون يومئذ إلا ما يضرم النار ويفسد الجوار.
وفي الولايات المتحدة اليوم أكثر من مائة ألف عربي ومسلم، ومنهم في نيويورك نحو خمسة آلاف مسلم. بين بولونيين وشراكسة وهنود ويمانيين ومصريين، ومنهم في دترويت
Página desconocida