ذات مساء متأخر جلس «كلارك» مع «رايت» في شرفة الاستراحة، يشربان الجن في ذلك المكان النائي بعيدا عن الجو القاسي لمبنى الحكومة، وقد استطاع «كلارك» أن يكتشف مدى محبته ل «رايت»، وعرف أيضا بقليل من الدهشة أنه يستطيع في ظروف معينة أن يشرب الجن أكثر من أي مشروب آخر معتق.
كانا قد التقيا من قبل للحظات قصيرة، لكنهما كانا يتحدثان وكأنهما أصدقاء قدامى .. اعتقد «كلارك» أنه رجل إنجليزي رقيق وشريف، ووجد متعة في الحديث معه.
قال «رايت»: ماذا تعتقد أن يقول الكابتن يا «توني» إذا عرف أن المسئول السياسي الشاب يبدو هكذا رقيقا مع المسئول عن الطريق؟ إن وجهه الأحمر الكبير يبدو كوجه طفل. - أوه، لا أعرف بالضبط، كما أنني لا أهتم بذلك كثيرا.
كان الجن قد لعب برأس «كلارك» فأضاف: سأكون سعيدا لو أنني استطعت أثناء خدمتي في أفريقيا أن أفعل شيئا، مثل الطريق الذي تشرف أنت على إنشائه. - شيء طيب أن تقول مثل هذا الكلام. - هل سنقيم احتفالا عند افتتاحه؟ - لم يوافق الكابتن على فكرة الاحتفال، ويقول إننا أنفقنا على إنشائه أكثر مما يستحق. - ما هذا الذي يحدث؟ - أتمنى لو أنني أعرف؛ فنحن ننفق مئات من الجنيهات في بناء أماكن للقوميين، في حين أنهم لا يحتاجونها. - إنه ليس خطأ الكابتن، بل هي سياسة الإدارة الصادرة من مركز القيادة، والتي لا يتفق معها الكابتن. - اللعنة على مركز القيادة. - قد يوافق الكابتن. - فعلا، إن الكابتن كما تعرف ليس شخصا سيئا على الإطلاق، وأعتقد أنه شخص مناسب، وعلى المرء أن يعرف أوقاته العصيبة. - هل تعني الترقية؟
قال «رايت»: لقد عاملوه معاملة سيئة هناك أيضا، ولكن لا، لم أكن أفكر في ذلك أبدا.
بل كنت أفكر في حياته العائلية. أوه، نعم فأنت تعرف أنه في أثناء الحرب كان يقاتل الألمان في الكاميرون حين اغتصب بعض أتباعه زوجته. - حقا؟! لم أسمع بتلك القصة من قبل أبدا. - هذا ما حدث وقد كان متأثرا للغاية. أحيانا أرى أنها كانت خسارة شخصية أثناء الحرب، وذلك ما يجعله يتمسك الآن بأعماله المضحكة.
قال «كلارك»: ربما .. إنه من ذلك النوع. أليس هو الذي هجر زوجته بطريقة سيئة؟ - تماما؛ لأن رجلا عنيدا مثله لا يستطيع أن يتعامل مع الأشياء كما هي.
عرف «كلارك» مع مضي الليل كل تفاصيل حياة «وينتربوتوم» الزوجية السيئة، وشعر بالأسف حقيقة على الرجل، وبدا «رايت» أيضا متعاطفا معه، ودون أن يشعر الرجلان كانا يذكرانه باسمه.
قال «رايت» بعد تفكير عميق: مشكلة «وينتربوتوم» الحقيقية أنه مغرم جدا بالنساء القوميات، ولا يمل من مضاجعتهن.
كانت بعض الأفكار الخاصة تراود «كلارك»، وقد نسي للحظة قصيرة كل شيء عن «وينتربوتوم»، وكثيرا ما كان يتساءل أثناء جولته الأخيرة عن مدى انتشار مضاجعة الرجال البيض للنساء القوميات، ويبدو أنه لم يكن يعرف أن المحافظين أيضا كانوا يتعاملون مع السيدات .
Página desconocida