توقف «إيزولو» قليلا وقال: انتبهوا لما أقول ...
ثم استطرد: قال الناس في «أوكبيري» لأجدادنا بألا يدعوا الإله «أودو» باسمه ولكن باسم «ابن أودو»، وكذلك «أوجوجو» باسم «ابن أوجوجو» .. هذه هي القصة كما سمعتها من أبي، فإذا أردتم محاربة رجل في أرضه فلن أشارككم تلك الحرب.
كان «واكا» واحدا من ثلاثة في كل القرى الست الذين اشتهروا في الأرض وكان لهم شأنهم .. لقبوه ب «أيرو» إله الثروة؛ فلقد انحدر من سلالة عريقة من الأغنياء، وكانت قريته من «أوموارو».
صاح «واكا» بصوت كالزئير: «أوموارو» وينو:
أجاب رجال «أوموارو»: هيم! - وينو! - هيم! - أوكواتا! - هيم!
ساد السكون بعد أن قدم تحيته ثم بدأ كلامه بهدوء: إن الحكمة مثل حقيبة من جلد الماعز، وكل رجل يحمل حقيبته الخاصة به. ولقد حدثنا «إيزولو» عما أخبره به والده عن تلك الأيام البعيدة، وكلنا يعرف أن الأب لا يتحدث سوى الصدق مع ابنه، وكلنا أيضا يعرف أن أسرار الأرض وحكمتها تقف فيما وراء معرفة كثير من الآباء، وإذا كان «إيزولو» تحدث عن آلهة «أوموارو» العظماء التي يؤمن بها، وآمن بها آباؤه من قبله، فقد استمعت لما قال، لكنه ذكر أحداثا هي أقدم كثيرا من «أوموارو» نفسها، ولا أخشى القول بأنه لا أحد في هذه القرية بما فيهم «إيزولو» يعرف شيئا عن تلك الأحداث؛ فلقد سمعنا من الكبار والرجال ذوي الشأن ثرثرات كثيرة في هذا الصدد.
كان «واكا» أثناء حديثه يتقدم للأمام ثم يعود للخلف، وكانت قبعته مزركشة بريش النسر ولفافة برونزية في ركبته وكأنه أحد أرباب الأرض .. كان شهيرا ب «أيرو» إله الأغنياء.
استطرد قائلا: إن أبي روى لي قصة أخرى مختلفة .. قال لي إن شعب «أوكبيري» كانوا جوالين وهائمين في الأرض. وحكى لي أنهم أقاموا لفترات قصيرة في ثلاثة أو أربعة أماكن مختلفة، ثم غادروها، وأن «الأموفيا» و«الآباء» و«الأنينتا» قد طردوهم، فهل يذهبون اليوم للمطالبة بكل هذه المواقع؟ هل كان لهم أن يطالبوا بأي شيء قبل أن يغير الرجل الأبيض حياتنا تماما؟ أيها الكبار، يا كبار «أوموارو»، اتركوا كل شخص يعود إلى بيته. إذا لم تكن لدينا نية القتل فلن نكون أول من هجروا أرضهم أو بيوتهم تجنبا للحرب، ولكن لا يجب أن نقول لأنفسنا أو لأطفالنا فيما بعد إننا فعلنا ذلك لأن الأرض لم تكن لنا وإنما كانت لقوم آخرين. دعونا نخبرهم بأن آباءهم اختاروا السلام بديلا عن القتال .. دعونا نخبرهم أيضا أننا تزوجنا بنات «أوكبيري» وأن رجالهم تزوجوا من بناتنا. وهكذا فقد هذا الخليط من الرجال حماسهم للقتال .. «أوموارو وينو!» - هيم! - أوكواتا! - هيم! - أحييكم جميعا.
سادت الضوضاء والثرثرة كنوع من القبول والاستحسان. لقد أفسد «واكا» كل كلمة قالها «إيزولو»، وخاصة عندما أشار إلى أن أم رئيس الكهنة كانت إحدى بنات «أوكبيري».
تفرق المجلس إلى عدد كبير من المجموعات الصغيرة، وراحوا يتبادلون الحديث فيما بينهم.
Página desconocida