سبب العداوة لمذهب أهل البيت
العداوة لأهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم قديمة، ولكنها ظهرت حين قام أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة بعد عثمان، فأول من ناصبه الحرب عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، ومروان، وكثرة من قريش، وأهل البصرة، وسمي هؤلاء الناكثين، ولكن الله سبحانه قطع دابرهم في معركة البصرة في يوم الجمل، ثم شمر معاوية في أهل الشام لمحاربته عليه السلام بعد وقعة الجمل، ثم خرج عليه الخوارج.
وبعد قتله عليه السلام استولى معاوية على أمر المسلمين، واشتدت وطأته على شيعة علي عليه السلام، وسن لعن أمير المؤمنين في الجمع والأعياد، ومن فوق المنابر، وفي الخطب والمناسبات، والمجالس الجامعة، وشب على ذلك الصغير وهرم عليه الكبير، ومضت على ذلك الشهور والأعوام المتطاولة والدهور، فصار عند المسلمين لعن علي عليه السلام من جملة الدين، وصار شيعته من المقبوحين، فكان من اتهم بحب علي عليه السلام يمحى اسمه من ديوان المسلمين فيحرم من العطاء، وكان لاتقبل لهم شهادة، هذا إن ساعده الحظ وسلم من السيف، وإلا فإن العقوبة المقررة آنذاك قتل الشيعة، وخراب بيوتهم، وأخذ أموالهم.
وقررت هذه المعاملة الدولة الأموية والدولة العباسية، وعلى ذلك نشأ طلبة العلم والعلماء، وماتوا عليه، وكان من العادات التقليدية آنذاك أن تختم مجالس العلم بلعن علي عليه السلام.
ومن هنا فإن أئمة الحديث من أهل السنة كانوا لايقبلون رواية الشيعة مع قبولهم لرواية النواصب الذين يلعنون عليا عليه السلام.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قد كنت أستشكل توثيقهم أي أئمة الحديث النواصب غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه: لايحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق...إلخ.
Página 1