تاريخ الزيدية وأئمتها
إمام الزيدية هو علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان أنصاره ومحبوه يسمون شيعة علي عليه السلام، ثم الحسن والحسين، م الحسن بن الحسن، وعلي بن الحسين على الجميع السلام، وقد لقي هؤلاء الأئمة وشيعتهم من بني أمية ما لا يكاد يحيط به الوصف، فقد قتلوهم تحت كل سماء، وضايقوهم أشد المضايقة، وطاردوهم وعذبوهم، ثم تزعم الزيدية الإمام زيد بن علي عليه السلام، ومن حينئذ سميت الشيعة زيدية، ثم ابنه يحيى بن زيد، ثم الفخي وأولاد الكامل، ثم محمد وقاسم ابني إبراهيم بن الحسن، ثم، ثم، ثم الهادي يحيى بن الحسين قام في اليمن، ثم أبناءه وأحفاده، ثم، ثم، إلى اليوم.
فالزيدية مذهبها واحد، ودينها واحد، تقتدي بأئمتها، وكل إمام يقتدي بسلفه لايختلفون، فهم سائرون على نهج واحد وطريقة واحدة منذ إمامهم الأول علي عليه السلام.
فمن ادعى أن أهل البيت في هذا الزمن قد خالفوا أهل البيت السابقين، فقد أبعد في الفرية، وقال ما قال رجما بغيب، فهذه كتب الزيدية من الأولين تضيق بها مكاتب اليمن، وخزائن العلماء، فهذه مؤلفات الإمام زيد: المجموع، والتفسير للقرآن وغيرهما من مؤلفاته مطبوعة ومخطوطة، وتلك موشحة أبيه الإمام زين العابدين، وهذه أمالي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي، وتلك كتب محمد بن منصور الكوفي المعاصر للقاسم بن إبراهيم وأحمد بن عيسى والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي، وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن.
وكان هؤلاء أئمة الزيدية، وكانوا في عصر العباسيين في خلافة المأمون، فقد أخذ محمد بن منصور الكوفي عن هؤلاء الأئمة مذهب الأئمة، ورواه عنهم في كتبه، ولمحمد بن منصور مؤلفات كثيرة احتوت على بيان مذهب الزيدية.
Página 1