معنى الصحة عند أهل الحديث
وضع أئمة الحديث كتبهم بما فيهم البخاري ومسلم، وفتحوا المجال للناظرين، ولم يلزموا أحدا باعتقاد صحة ما صححوه، بل جمعوا من الأسانيد ما صح في أنظارهم.
قال ابن الصلاح: ومتى قالوا هذا حديث صحيح فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة في حد الصحيح، وليس من شرطه أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر، وكذلك إذا قالوا: إنه غير صحيح فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس الأمر.
وقال الزين العراقي في ألفيته: وحيث قال أهل الحديث: هذا الحديث صحيح، فمرادهم فيما ظهر لنا عملا بظاهر الإسناد، لا أنه مقطوع بصحته في نفس الأمر.
وقال السمعاني في القواطع: إن الصحيح لايعرف برواية الثقات فقط، وإنما يعرف بالفهم والمعرفة، وكثرة السماع والمذاكرة.
وقال الحاكم: كم من حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت، وهو معلول واه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهام، فلو قلت للعالم بعلل الحديث: من أين هذا ؟ لم يكن له حجة.
وقال ابن الصلاح في فتاويه: قالت الأئمة في الحديث:
أحديث إسناده صحيح ومتنه غير صحيح، ب إسناده غير صحيح ومتنه صحيح، ج إسناده مجهول ومتنه مجهول، د إسناده صحيح ومتنه صحيح...إلخ [هذه الأقوال منقولة من كتاب أضواء].
Página 1