127

Sahibi en la jurisprudencia del lenguaje

الصاحبي في فقه اللغة

Editorial

محمد علي بيضون

Número de edición

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Año de publicación

١٩٩٧م

وربّما كان اللفظُ خبرًا والمعنى شرطٌ وجزاء، نحو قوله: ﴿إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾ ١ فظاهره خبر، والمعنى: إنّا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا. ومثله ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾ ٢ المعنى: مَن طلّق امرأته مرتين فليُمْسِكها بعدهما بمعروف أو يسرّحها بإحسان.
والذي ذكرناه في قوله جل ثناؤه: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ ٣ فهو تبكيت وقد جاء في الشعر مثله. قال شاعر يهجو جريرًا:
أبلغْ جريرًا وأبلغ مَن يُبَلّغُه ... أني الأغرُّ وأني زهرةُ اليَمَنِ
فقال جريرٌ مبكّتًا له٤:
ألم تكن في وُسُوم قد وَسَمْتُ بها ... من حَانَ موعظةٌ يا زهرةَ اليَمَنِ
ويكون اللفظ خَبَرًا، والمعنى دعاء وطلب مَرّ في الجملة. ونحوه: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ٥ معناه فأعِنّا على عبادتك. ويقول القائل: "أستغفر الله" والمعنى: اغْفِرْ. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ﴾ ٦ ويقول الشاعر٧:
استغفرُ اللهَ ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوَجهُ والعملُ
باب الاستخبار:
الاستخبارُ طلب خُبْر ما ليس عن المستخبر، وهو الاستفهام.
وذكر ناس أن بين الاستخبار والاستفهام أدنى فرق. قالوا: وذلك أن أولى الحالين الاستخبار لأنك تستخبر فتجابُ بشيء، فربّما فهمته وربّما لم تفهمه، فإذا سألت ثانيةً فأنت مستفهم تقول: أفهمْني ما قتله لي. قالوا: والدليل على ذلك أن

١ سورة الدخان، الآية: ١٥.
٢ سورة البقرة، الآية: ٢٢٩.
٣ سورة الدخان، الآية: ٤٩.
٤ ديوانه: ٤٦٧.
٥ سورة الفاتحة، الآية: ٤.
٦ سورة يوسف، الآية: ٩٢.
٧ المقتضب: ٢/ ٣٢١ بلا عزو.

1 / 134