ومن بعض مآثر هذا الوجيه الفاضل أنه قام بتشييد مضيفة فخمة كبرى تضم بين جدرانها عابري الطريق الذين لا مأوى لهم، فيطرقونها فلا يجدون إلا صدرا رحبا وبشاشة ولطفا من حضرة صاحبها، وقد أنفق عليها الأموال الطائلة كل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى وضميره الشريف، ولا يمكننا أن نأتي بتعداد حسناته الكثيرة على أمثال هؤلاء البؤساء التي يأتيها في الخفاء لتخفيف ويلاتهم؛ لأنه لا يميل مطلقا إلى حب التظاهر الممقوت؛ لعلمه أنه لا تأتي بالغرض الأسمى الذي يريده الحق تعالى من الإحسان.
وظائفه الإدارية
مع كثرة اشتغاله بشؤون الخصوصية، فإنه إلى الآن يشغل وظيفة عضو بالنقابة الزراعية بكوم النور لخبرته التامة بها، وكذا يشغل عضو اللجنة الإدارية لمجلس محلي كوم النور، وهو قائم بشؤون هاتين العضويتين خير قيام، مما يدل على غزارة مداركه وقوة ذكائه ولا عجب في ذلك ولا غرابة فيمن شب مثله على الهمة والإقدام - وهذه خلاصة وجيزة من ترجمة حضرته أثبتناها هنا، رغم عدم ميله إلى حب التظاهر ولكن خدمة منا للتاريخ.
حفظه المولى من كل سوء وكافئه خيرا بعدد حسناته وأفضاله، وأكثر من أمثاله.
ترجمة حضرة الوجيه الفاضل زكي أفندي وهبي
من أعيان نزلة حنا حنا مركز الفشن مديرية المنيا
كلمة للمؤرخ
إذا شاء الفخر أن يذكر في موضعه، والإقدام في مركزه، والنجابة في شخصها، والشهامة في إنسانها، فلا تجد إلا في أمثال حضرة المترجم له، بل وإذا عدت بيوتات المجد والشرف لكانت عائلته في مقدمتها.
مولده ونشأته
ولد صاحب الترجمة عام 1890 ميلادية في نزلة حنا حنا، وهي التي سميت باسم مؤسسها الأول طيب الذكر المرحوم حنا حنا الذي استوطنها من مضي ثمانين عاما، وخاله هو المرحوم فقيد الجد والنشاط وهبه أفندي عبد الشهيد الذي عرف بين قومه بالفضل، وكرم الأخلاق، والتقوى، والصلاح، والميل الكلي لمحض عمل الخير.
Página desconocida