فلتهنأ الكنانة بهذا الشهم الذي أوتي من علم وفضل وكفاءة رفع بها مصر والمصريين فوق ذروة المجد والفخار، وإنا نسطر لحضرته تاريخه الناصع البياض بقلم الفخر والإعجاب سائلين الحق تعالى أن يكثر من أمثاله، فيقتفوا أثره ويحذوا حذره ليعيدوا مجد آبائنا وأجدادنا، وأن يمتع الكنانة بحياة موجد نهضتها المباركة، ومجدد سؤددها جلالة مولانا المليك المعظم فؤاد الأول أدام الله ملكه وحفظ سمو ولي عهده.
مولده ونشأته
ولد حضرة صاحب الترجمة بمصر القاهرة في 31 أكتوبر سنة 1889 من عائلة شريفة المحتد عريقة في المجد، فوالده هو المرحوم محمد أحمد حسنين المشهور بالصلاح والتقوى ومن كبار علماء الأزهر الشريف، وجده لأبيه هو المرحوم الفريق البحيري أحمد باشا مظهر حسنين، فأدخله المدارس الابتدائية والثانوية والعالية فحاز الشهادة الابتدائية عام 1903م والبكالوريا عام 1907، ثم التحق بمدرسة الحقوق، وبعد تمضية ثلاث سنوات فيها سافر إلى إنجلترا، والتحق بكلية بليول بجامعة أكسفورد وأتم دراسته بها عام 1914، وكان أثناء تلقيه العلوم مثال الذكاء والنشاط والاستقامة، محبوبا من جميع أساتذته محترما بين أقرانه، وقد رفع رأس مصر في نظر الأجانب بفضل مواهبه السامية وتربيته العالية.
وظائفه الحكومية
وبعد أن عاد من أوربا تعين مفتشا بوزارة الداخلية ثم اختير سكرتيرا أول للسفارة المصرية بواشنطون في الولايات المتحدة، ثم عين سكرتيرا أول للسفارة المصرية بلندن وأخيرا اختاره جلالة الملك فؤاد الأول أمينا ثانيا لما عرف فيه من الصفات العالية والكفاءة العلمية التامة والإخلاص للسدة الملكية.
وقد قام برحلته الأولى عام 1921 إلى واحات الكفرة، وقام برحلته الثانية عام 1923 فاخترق بها صحراء ليبيا من ساحل البحر الأبيض إلى دارفور بالسودان، واكتشف واحتي أركنو والعوينات، ووضع خريطة عن صحراء ليبيا وواحاتها وهي لم تكن معلومة من قبل، وقد عين نائب رئيس للاتحاد الجغرافي الدولي العام سنة 1925.
وفوق ذلك فهو بطل مصر الأوحد في لعب السيف من سنة 1910، حيث نال جوائز شتى في عواصم أوربا عدا الميداليات ونياشين الفخر التي حازها جزاء مهارته وشجاعته، فقد حاز نيشان النيل الثالث، ونوط الجدارة، ونيشان الإمبراطورية البريطانية، وميدالية الحرب الأوربية لسنة 1914، وميدالية النصر البريطانية، وميدالية النصر للحلفاء، وميدالية المدسس الذهبية للجمعية الجغرافية الملوكية بلندن، ثم الميدالية الذهبية للجمعية الجغرافية الملوكية بلندن، ثم الميدالية الذهبية للجمعية الجغرافية بفيلادلفيا بأمريكا عام 1925.
وفي كل ذلك برهان جلي علي فضله وسمو مكانته لدى عارفي شخصه الكريم، ولحضرته مكانة خاصة لدى جلالة الملك المعظم.
صفاته وأخلاقه
جمع بين اللطف وكرم الأخلاق والأدب الجم وعزة النفس غزارة العلم والهمة العالية والمقدرة الفائقة، والشجاعة التي مكنته من اقتحام الخطوب وتحمل المشاق والأهوال، أدام الله في حياته وأكثر من أمثاله الأكفاء.
Página desconocida