149

Viaje de la Felicidad

سفر السعادة للفيروزابادي

Investigador

أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة

Editorial

مركز الكتاب للنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Géneros

حيث كان أبو رافع المقدم على أحماله قد نزل ثمة، وضرب الخيمة بحسب الاتفاق لا عن أمر، فنزل ﷺ وصلى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء هناك، ونام قليلا. فلما استيقظ ركب وسار إلى مكة وطاف للوداع (١). ولم يرمل، وفي هذه الليلة رغبت عائشة في العمرة فأجازها ليلا، وأرسل معها عبد الرحمن إلى التنعيم - وهو خارج عن الحرم - فأحرمت وجاءت إلى مكة، وتممت عمرتها قبل مضي الليل، ورجعت إلى المحصب، فقال رسول الله ﷺ: فرغتم؟ فقالوا: نعم: فأمر بالرحيل، فرحلوا بأجمعهم. وطاف رسول الله ﷺ طواف الوداع (٢)، ثم توجه الى المدينة، واختلف العلماء في التحصيب (٣). قال بعضهم: أمر اتفاقي، ولم يكن من السنن، ولا من الآداب. قال بعضهم: هو من سنن الحج، وتمام المناسك، لأن النبي ﷺ قال: "إنا نازلون غدا بخيف بنى كنانة، حيث تقاسموا على الكفر" والمراد بخيف بنى كنانة المحصب، لأن قريشا وبنى كنانة، تعاهدوا، وتحالفوا، هناك على أن لا يخالطوا بنى هاشم ولا يناكحوهم ولا يواصلوهم، حتى يسلموا لهم رسول الله ﷺ، فقصد ﷺ أن يظهر شعائر الإسلام حيث أظهروا شعائر الكفر، والله أعلم.

(١) انظر صحيح البخاري في كتاب الحج (ج ٣ ص ٤٧٣)، ومسلم برقم (١٢٦٩ ج ٢ ص ٩٢٥)، والترمذي في كتاب الحج برقم (٨٥٨ ج ٣ ص ٢١٣)، وأحمد في المسند (ج ١ ص ٢٣٢ و٣٧٢). (٢) تقدم تخريجه. (٣) انظر صحيح البخاري في كتاب الحج حديث رقم (١٧٦٤ ج ٢ ص ٥٩٠).

1 / 156