49

Safar Namah

سفر نامه

Investigador

د. يحيى الخشاب

Editorial

دار الكتاب الجديد - بيروت

Número de edición

الثالثة، 1983

ويؤتى بالفاكهة والأغذية لتنيس من قرى مصر ويصنعون بها آلات الحديد كالمقراض والسكين وغيرهما وقد رأيت مقراضا في مصر صنع في تنيس ثمنه خمسة دنانير مغربية يفتح اذا رفع مسماره ويقص اذا انزل

وتصيب النساء هناك أحيانا علة كالصرع فيصحن مرتين او ثلاثا ثم يعدن بعد ذلك الى صوابهن وكنت سمعت في خراسان عن جزيرة تموء فيها النساء كالقطط وذلك على النحو الذي ذكرت

وتذهب السفينة من تنيس الى القسطنطينية في عشرين يوما وقد سرنا بجانب مصر وحين بلغنا شاطئ البحر سارت السفينة في النيل حين يقترب نهر النيل من البحر يصير فروعا تصب متفرقة فيه ويسمى الفرع الذي سرنا فيه فرع الروم سارت السفينة حتى بلغنا مدينة تسمى الصالحية وهي مدينة كثيرة النعم والخيرات وتصنع بها سفن كثيرة حمولة كل منهما مائتا خروار وهي تنقل البضاعة الى مدينة مصر حتى أبواب دكاكين البقالين ولو لم تكن وسائل النقل كذلك لتعذر نقل المؤن فيها على ظهور الدواب لكثرة الزحام الذي بها وقد نزلت من السفينة الى الصالحية ثم بلغت قرب القاهرة تلك الليلة وفي يوم الأحد السابع من صفر سنة 439 (4 أغسطس 1047) وهو يوم هرمرذ من شهر يور القديم كنا في القاهرة

وصف مصر وولايتها

يخرج ماء النيل من بين الجنوب والغرب ويمر بمصر ثم يصب في بحر الروم ويبلغ نهر النيل في زيادته ضعف نهر جيحون عند ترمذ ويمر النيل بولاية النوبة ثم يجيء الى مصر والنوبة ولاية جبلية وحين يصل النيل الى الوادي فهناك ولاية مصر وأول مدينة يصل اليها على الحدود تسمى أسوان

Página 80