Safar Namah
سفر نامه
Investigador
د. يحيى الخشاب
Editorial
دار الكتاب الجديد - بيروت
Número de edición
الثالثة، 1983
لزكريا عليه السلام وعلى هذين المحرابين آيات القرآن التي نزلت في حق زكريا ومريم ويقال ان عيسى عليه السلام ولد بهذا المسجد وعلى حجر من عمده نقش أصبعين كأن شخصا أمسكه ويقال ان مريم أمسكته باصبعيها وهي تلد ويعرف هذا المسجد بمهد عيسى عليه السلام وبه قناديل كثيرة من النحاس والفضة توقد كل مساء
حين يخرج السائر من هذا المسجد متبعا الحائط الشرقي يجد عندما يبلغ زاوية المسجد الكبير مسجدا آخر عظيما جدا أكبر مرتين من مسجد مهد عيسى يسمى المسجد الأقصى وهو الذي أسرى الله عز وجل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من مكة اليه ومنه صعد الى السماء كما جاء في القرآن {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} وقد بنوا به أبنية غاية في الزخرف وفرش بالسجاد الفاخر ويقوم عليه خدم مخصصون يعملون به دواما
وحين يعود السائر الى الحائط الجنوبي على مائتي ذراع من تلك الزاوية لا يجد سقفا وهناك ساحة المسجد وأما الجزء المسقوف من المسجد الكبير والذي به المقصورة فيقع عند الحائطين الجنوبي والغربي وطول هذا الجزء عشرون وأربعمائة ذراع وعرضه خمسون ومائة ذراع وبه ثمانون ومائتا عمود من الرخام على تيجانها طيقان من الحجارة وقد نقشت تيجان الأعمدة وهياكلها وثبتت الوصلات فيها بالرصاص في منتهى الإحكام وبين كل عمودين ست أذرع مغطاة بالرخام الملون الملبس بشقاق الرصاص والمقصورة في وسط الحائط الجنوبي وهي كبيرة جدا تتسع لستة عشر عمودا وعليها
Página 61