26

Safar Nama

سفر نامه

Investigador

د. يحيى الخشاب

Editorial

دار الكتاب الجديد

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٩٨٣

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

لم أر عجب مِنْهَا حَتَّى أَن النَّاظر إِلَيْهَا ليسأل نَفسه كَيفَ رفعت فِي مَكَانهَا وَيَقُول الْعَامَّة إِنَّهَا بَيت فِرْعَوْن وَاسم هَذَا الْوَادي وَادي جَهَنَّم وَقد سَأَلت عَمَّن أطلق هَذَا اللقب عَلَيْهِ فَقيل أَن عمر ﵁ أنزل جَيْشه أَيَّام خِلَافَته فِي سهل الساهرة هَذَا فَلَمَّا رأى الْوَادي قَالَ هَذَا وَادي جَهَنَّم وَيَقُول الْعَوام إِن من يذهب إِلَى نهايته يسمع صياح أهل جَهَنَّم فَإِن الصدى يرْتَفع من هُنَاكَ وَقد ذهبت فَلم أسمع شَيْئا وَحين يسير السائر من الْمَدِينَة جنوبا مَسَافَة نصف فَرسَخ وَينزل المنحدر يجد عين مَاء تنبع من الصخر تسمى عين سلوان وَقد أُقِيمَت عِنْدهَا عمارات كَثِيرَة ويمر مَاء هَذَا الْعين بقرية شيدوا فِيهَا عمارات كَثِيرَة وغرسوا بهَا الْبَسَاتِين وَيُقَال إِن من يستحم من مَاء هَذِه الْعين يشفى مِمَّا ألم بِهِ من الأوصاب والأمراض المزمنة وَقد وقفُوا عَلَيْهَا مَالا كثيرا وَفِي بَيت الْمُقَدّس مستشفى عَظِيم عَلَيْهِ أوقاف طائلة وَيصرف لمرضاه العديدين العلاج والدواء وَبِه أطباء يَأْخُذُونَ مرتباتهم من الْوَقْف الْمُقَرّر لهَذِهِ المستشفى وَمَسْجِد الْجُمُعَة على حافة الْمَدِينَة من النَّاحِيَة الشرقية وَإِحْدَى حَوَائِط الْمَسْجِد على حافة وَادي جَهَنَّم وَحين ينظر السائر من خَارج الْمَسْجِد يرى الْحَائِط المطل على هَذَا الْوَادي يرْتَفع مائَة ذِرَاع من الْحجر الْكَبِير الَّذِي لَا يفصله عَن بعضه ملاط أَو جص والحوائط دَاخل الْمَسْجِد ذَات ارْتِفَاع مستو وَقد بني الْمَسْجِد فِي هَذَا الْمَكَان لوُجُود الصَّخْرَة بِهِ وَهِي الصَّخْرَة الَّتِي أَمر الله ﷿ مُوسَى ﵇ أَن يتخذها قبْلَة فَلَمَّا قضي هَذَا الْأَمر واتخذها مُوسَى قبْلَة لَهُ لم يعمر كثيرا بل عجلت بِهِ الْمنية حَتَّى إِذا كَانَت أَيَّام سُلَيْمَان ﵇ وَكَانَت الصَّخْرَة قبْلَة بنى مَسْجِدا حولهَا بِحَيْثُ أَصبَحت فِي وَسطه وظلت الصَّخْرَة قبْلَة حَتَّى عهد نَبينَا الْمُصْطَفى ﵊ فَكَانَ المصلون يولون وُجُوههم شطرها إِلَى أَن أَمرهم الله تَعَالَى أَن يولوا وُجُوههم شطر الْكَعْبَة وَسَيَأْتِي وصف ذَلِك فِي مَكَانَهُ

1 / 57