Páginas de la Paciencia de los Eruditos ante las Dificultades del Aprendizaje y la Adquisición
صفحات من صبر العلماء
Géneros
فلما كان بكرة اليوم الرابع قلت فى نفسى: لو كان لى ورق لم يمكننى ان اكتب فيه شيئا لما بى من الجوع، فجعلت الدرهم فى فمى، وخرجت @ لاشترى الخبز، فبلغت الدرهم! ووقع على الضحك! فلقينى ابو طاهر بن خطاب الصائغ المواقيتى بتنيس وانا اضحك! فقال: ما اضحكك؟ قلت: خير، فالح على وابيت ان اخبره، فحلف بالطلاق: لتصدقنى لم تضحك؟ فاخبرته، فاخذ بيدى وادخلنى منزله، وتكلف لى فى ذلك اليوم ما اطعمه.
فلما كان وقت الظهر خرجت انا وهو الى الصلاة، فاجتمع به بعض وكلاء عامل كان بتنيس يعرف بابن قادوس، فسأله عنى فقال: هو هذا، فقال: ان صاحبى - اى امير تنيس - امرنى ان اوصل اليه كل يوم عشرة دراهم قيمتها ربع دينار، وسهوت عنه، فاخذ منه ثلاث مئة درهم وجاءنى وقال: قد سهل الله رزقا لم يكن فى الحساب، واخبرناى بالقصة، فقلت: يكون عندك ونكون على ما نحن عليه من الاجتماع الى وقت خروجى، فاننى وحدى، وليس لى من يقوم بامرى ففعل، وكان بعد ذلك يصلنى ذلك القدر الى ان خرجت الى الشام ". انتهى.
**********
140 - هذه صفحات او قبسات من تاريخ العلماء، وما لا قوه من شدائد واهوال ومتاعب فى تحصيل العلم وتلقيه، وقد بذلوا فى سبيله المهج والارواح كما رأينا، وصبروا اشد الصبر حتى نالوه، فكانوا الائمة الهداة لمن بعدهم، فرحمة عليهم ورضوانه العظيم.
وقد استحسنت ان اورد فى ختام هذه الاخبار، عن اولئك الاخيار الابرار، قصيدة القاضى الجرجانى، التى جمع فيها ما ينبغى ان يكون عليه طالب العلم ليسمو به علمه الى اعلى المقامات، وينبل قدره، وينتفع الناس به.
Página 116