وبقول القائل الذي عانقه الفقر الأسود ولم يفارقه! وأخذ منه بخناقه وأنفاسه وصادقه ولم يصادقه! وصاحبه مع دوام تقلقله فى الأسفار , وقطعه البراري والقفار ,فقال معبرا بلسان شكواه , عن بيان فقره وبلواه!: @ وبد رأضاء الأرض شرقا ومغربا... موضع رحلي منه أسود معظم!
63 مع هذا التبرم الشديد كله من الفقر ,من أولئك العلماء الذين سمعت بعض أقوالهم فيه ,فقد ذهب المحدث الفقيه الشافعي (عبد الله بن أحمد بن زبر) قاضي مصر , المولودسنة256,والمتوفى سنة 329 رحمه الله تعالى ,إلى تفضيل الاملاق على اليسار ,فألف (كتاب تشريف الفقر على الغنى) ,كما ذكره الحافظ الذهبي في ترجمته في (تاريخ الاسلام) في حوادث سنة 329. ولم يكن القاضي ابن زبر من الفقراء , كما يعلم من ترجمته في (رفع الاصر عن قضاة مصر) للحافظ ابن حجر.
64 وأعود بعد هذا إلى ذكر طائفة من أخبار العلماء في هذا الجانب , فأستهلها بإمام العربية ومدونها الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة 170 رحمه الله تعالى ,يحكي ابن خلكان في ترجمته في (وفيات الأعيان) 173:1 العجيب الغريب في حال فقره وعد مه فيقول:
Página 53