كان الحقل بنيا ورطبا ومحاطا بما بدا مثل مساكن شعبية.
اندهشت هازل أنها تذكرت مقطعا شعريا كاملا الآن. تستطيع سماع صوت الآنسة دوبي يدندن بأبياته في عنفوان. «الآن، خواتم ذهبية ربما تشترين، يا فتيات،
عباءات خضراء ربما تغزلن،
أما، إذا فقدتن عذريتكن،
فلن تسترجعنها أبدا!»
تحتفظ الآنسة دوبي بأعداد هائلة من الكلمات في ذاكرتها. •••
قالت هازل لدادلي براون عندما أتيا إلى الردهة ذلك المساء: «أنطوانيت ليست على ما يرام ... لديها صداع رهيب. ذهبنا اليوم لزيارة الآنسة دوبي.»
قال دادلي: «تركت لي رسالة بهذا المعني.» واضعا الويسكي والماء.
كانت أنطوانيت راقدة في الفراش. كانت هازل قد ساعدتها على الرقود، حيث كانت أنطوانيت تشعر بدوار شديد ولم تستطع معه تمالك نفسها. ذهبت أنطوانيت إلى الفراش مرتدية قميصها التحتي وطلبت منشفة حتى تزيل ما تبقى من مكياجها ولا تفسد كيس الوسادة، ثم طلبت منشفة في حال تقيأت مرة أخرى. أخبرت هازل كيف تعلق سترتها - السترة نفسها، لا تزال ناصعة بطريقة مدهشة - في شماعتها المبطنة. كانت غرفة نومها كئيبة وصغيرة. كانت تطل على الجدار المطلي بالجص للمصرف الذي يوجد في الجوار. نامت في سرير نقال إطاره معدني. في التسريحة كانت توجد جميع مستلزمات صبغة شعرها. هل ستنزعج لو أنها أدركت أن هازل رأت هذه الأشياء؟ ربما لا، ربما نسيت هذه الكذبة فعلا، أو ربما هي مستعدة للمضي في الكذب، مثل الملكة، التي تجعل كل ما تقول حقيقة.
قالت هازل: «ذهبت المرأة التي تعمل في المطبخ لتعد لها العشاء ... سيكون العشاء في البوفيه، وعلينا أن نتناول غذاءنا بأنفسنا.»
Página desconocida