يقصدان شارع بيرل، بدلا من دخول فناء روث. بالطبع، لا يزال الجسد موجودا، مقوسا، نصف عار، تماما مثلما كان من قبل.
لا يسرع جارفيس بولتر في السير أو يتوقف. يتجه مباشرة نحو الجسد وينظر إليه، يلكز القدم بطرف حذائه، مثلما قد تلكز كلبا أو خنزيرا.
يقول: «أنت.» لا بصوت مرتفع جدا وإن كان حازما، ثم يلكز الجسد مرة أخرى.
تشعر ألميدا بمرارة في حلقها.
يقول جارفيس بولتر: «إنها حية.» وتثبت المرأة صدق ظنه. فتتحرك، وتتأوه في ضعف.
تقول ألميدا: «سأحضر الطبيب.» لو أنها لمست المرأة، لو أنها أجبرت نفسها على لمسها، لم تكن لترتكب هذا الخطأ.
يقول جارفيس بولتر: «انتظري، انتظري. دعينا نر إذا ما كانت تستطيع النهوض أم لا.»
يقول مخاطبا المرأة: «هيا انهضي الآن. هيا انهضي، الآن. انهضي.»
يحدث الآن شيء مدهش. ينهض الجسم على أطرافه الأربعة، الرأس مرفوعة - الشعر ملطخ بالدماء والقيء - وتبدأ المرأة في ضرب رأسها، بعنف وعلى نحو متكرر، إزاء سياج ألميدا روث الوتدي. مع ضربها رأسها تستعيد صوتها، وتطلق صراخا بفم مفتوح مفعم بالقوة وما يبدو كما لو كان نوعا من السرور المأزوم.
يقول جارفيس بولتر: «بعيدة كل البعد عن الموت ... لن أزعج الطبيب حتى.»
Página desconocida