كانت هذه مارجوت، التي لم تكن أنيتا قد رأتها منذ أكثر من ثلاثين عاما.
قالت مارجوت: «أريدك أن تأتي إلى المنزل ... امنحي نفسك بعض الراحة. تعالي إلي في أقرب وقت.»
أخذت أنيتا يوما إجازة وذهبت لتراها. كانت مارجوت وزوجها قد بنيا منزلا جديدا يطل على الميناء، في بقعة لم تكن تضم قبل ذلك سوى مجموعة من الأجمات غير المشذبة وممرات سرية كان الأطفال يستخدمونها. كان المنزل مشيدا من الطوب الرمادي، وكان عريضا وخفيضا. لكنه كان مرتفعا بما يكفي، مثلما رأت أنيتا، مرتفعا بما يكفي لإثارة حفيظة البعض عبر الشارع، في المنازل الجميلة التي تبلغ من العمر مائة عام ذات المنظر الآسر.
قالت مارجوت: «اللعنة عليهم ... تقدموا بشكوى ضدنا. ذهبوا إلى لجنة التخطيط العمراني.»
لكن استطاع زوج مارجوت جعل لجنة التخطيط تحفظ الشكوى.
أبلى زوج مارجوت بلاء حسنا. كانت أنيتا قد سمعت بذلك. كان يمتلك أسطولا من الحافلات التي كانت تقل الأطفال إلى المدرسة وكبار السن ليروا عملية التزهير في نياجرا وأوراق الخريف في هاليبرتون. في بعض الأحيان، كانت الحافلات تقل أعضاء نوادي العزاب والذاهبين في عطلات في رحلات تنطوي على مغامرات أكثر، إلى ناشفيل أو لاس فيجاس.
أخذتها مارجوت في جولة في المنزل. كان المطبخ بلون اللوز - ارتكبت أنيتا خطأ، عندما أشارت إلى أنه لون كريمي - مزين بزخارف زرقاء مائلة للخضرة وصفراء بلون الزبد. قالت مارجوت: إن مظهر الخشب الطبيعي هذا لم يعد موضة. لم يدخلا إلى غرفة المعيشة، التي تحتوي على بساط وردي، ومقاعد حريرية مخططة، وكم كبير من الستائر المزخرفة لونها أخضر فاتح. أعجبتا بالمنزل منذ ولجتا من الباب؛ كل شيء رائع، ظليل، خال من أي عيب. كانت غرفة النوم الرئيسية وحمامها بألوان الأبيض والذهبي والأحمر الفاتح. كان هناك جاكوزي وساونا.
قالت مارجوت: «أنا نفسي لم أكن أفضل استخدام ألوان براقة كهذه، لكن لا يمكنك أن تطلبي من رجل أن ينام في مكان ألوانه باهتة.»
سألتها أنيتا إذا كانت قد فكرت من قبل في الحصول على وظيفة.
طوحت مارجوت رأسها إلى الوراء وعلا صوتها بالضحك: «هل تمزحين؟ على أي حال، لدي عمل. انتظري حتى تري الأفواه الكثيرة التي علي أن أطعمها. هذا فضلا عن أن هذا المنزل لا يدار وحده بقوة محرك سحرية.»
Página desconocida