سألت مايا: كم مكان تقابلتما فيه؟
قالت مايا، «الله أعلم ... أجري استطلاعا.»
لعل المتاعب بدأت ما إن صرح كل منهما بحبه للآخر. لماذا فعلا ذلك، لماذا حددا أيما كان ما شعرا به أو ضخماه أو طمساه؟ بدا كما لو كان الأمر مطلوبا، هذا كان كل ما في الأمر، مثلما قد تكون التغييرات والتنويعات والتطويرات في عملية الجماع نفسها مطلوبة. كان سبيلا إلى المضي قدما. فصرحا بحبهما، ولم تستطع جورجيا النوم تلك الليلة. لم تأسف على ما قيل أو تظنه كذبا، وإن كانت تعلم أن الأمر عبثي. فكرت في الطريقة التي سعى بها مايلز إلى جعلها تنظر إلى عينيه أثناء المضاجعة - وهو شيء لم يفعله بن بالتأكيد - وفكرت كيف كانت عيناه - اللتان كانتا تبدوان براقتين متحديتين في البداية - تصيران غائمتين هادئتين جادتين. كانت تثق به في تلك الحالة - وفي تلك الحالة فقط. فكرت أنها يقذف بها في بحر رمادي عميق مهلك رائع؛ بحر الحب.
قالت لمايا اليوم التالي، وهي تحتسي القهوة في مطبخ الأخيرة: «لم أكن أعلم أن ذلك سيحدث.» كان الجو دافئا ذاك اليوم، ولكنها كانت ترتدي سترة حتى تكور نفسها فيها. كانت تشعر بالاضطراب والخنوع.
ردت عليها مايا في شيء من الحدة قائلة: «كلا. وما زلت لا تعلمين ... هل قالها هو أيضا؟ هل قال إنه يحبك أيضا؟»
قالت جورجيا: نعم، نعم، بالطبع. «احذري إذن. احذري المرة القادمة. دائما ما تكون المرة التالية صعبة بعدما يتفوهون بتلك الكلمة.»
وقد كان. في المرة التالية ظهر الصدع. في البداية بدآ باختبار ذلك الصدع، ليعرفا إن كان موجودا فعلا. كان الأمر كأنه تسلية جديدة بالنسبة إليهم. ولكن الصدع راح يتسع أكثر فأكثر. وقبل التفوه بأي كلمة لتأكيد وجوده، شعرت جورجيا به يتسع، شعرت به يتسع وقد انتابها تبلد، على الرغم أنها كانت مستميتة في رغبتها في أن يلتئم. هل كان يشاركها شعورها؟ لم تكن تعلم. هو أيضا بدا باردا؛ شاحبا متأنيا، يلوح في عينيه بريق نية خبيثة جديدة.
كانا يجلسان في تهور، في وقت متأخر من الليل، في سيارة جورجيا بين الأحبة الآخرين في كلوفر بوينت.
كان مايلز قد قال: «الجميع في هذه السيارات يفعلون ما نفعله ... ألا تثيرك تلك الفكرة؟»
قال ذلك في اللحظة نفسها أثناء جماعهما الذي تحركت فيه مشاعرهما - في المرة السابقة - إلى الحديث عن الحب في انكسار وإخلاص.
Página desconocida