ومن أخطر أنواع الغش الغش بالقول كالإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات أو القضاء وغيره بشكل مخالف للحقيقة ليوقع الضرر بالناس ظلمًا وزورًا، وقد قال النَّبيُّ ﷺ: «ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، ثم قال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور» (١) .
ومن أعظم أنواع الغش لأخيك المسلم أنْ لا تأمره بالمعروف، ولا تنهاه عن المنكر، ولا تحثه على فعل الخير قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا ليتني لم اتخذ فلانًا خليلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولًا﴾ [الفرقان: ٢٧-٢٩] .
وقال تعالى: ﴿الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف:
٦٧] وديننا الحنيف جاء لسعادة البشر في الدنيا والآخرة؛ لذا حرّم الغش بجميع أنواعه لما فيه من الفساد والضرر بالعباد بظلم بعضهم لبعض، وبإيجاد الشحناء بينهم أو بأكل أموالهم بالباطل؛ لذلك أوجب الإسلام على جميع المسلمين تقوى الله في المعاملة، وحذّر الإسلامُ من أسباب غضب الله، وأليم عقابه الذي توعد به أصحاب الغش.
تنبيه لمحاسبة النفس:
أخي المسلم هل حاولتَ أنْ تعد حسناتك وسيئاتك كما تعد دنانيرك ودراهمك؟
هل خلوتَ بنفسك يومًا فحاسبتَها على ما بَدَرَ منها من التقصير والإهمال في جنب الله؟
هل تأملتَ يومًا طاعتَك التي تقرّبتَ بها إلى بارئك مفتخرًا بها فوجدت أكثرها مشوبة بالرياء والسمعة وحظوظ النفس؟
_________
(١) أخرجه: البخاري ٣/٢٢٥ (٢٦٥٤) و٨/٧٦ (٦٢٧٣) و(٦٢٧٤) و٩/١٧ (٧٩١٩)، ومسلم ١/٦٤ (٨٧) من حديث نفيع بن الحارث ﵁.
1 / 20