Saad en su vida privada
سعد في حياته الخاصة
Géneros
وتقوم على السطوح ثلاث غرف: الأولى لأم المدموازيل فريدا، والثانية «للكمريرة» والثالثة للغسيل.
أما البدرون فينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم المطبخ والكرار - قسم البدرون الخارجي - قسم بدرون الحريم، وتزور أم المصريين الأول والأخير مرة كل أسبوع، وتشرف عليهما يوميا المدموازيل فريدا ووالدتها. أما البدرون الخارجي فيشتمل على مخزن وحجرة قهوة ومكتب كان أعضاء لجان الطلبة التنفيذية يجتمعون فيه.
وأما السلاملك فمعروف لجميع زائري بيت الأمة، وهو يتألف من الحجرة الخضراء أو حجرة الانتظار وحجرة السكرتارية، ويشغلها الآن مأمون أفندي الريدي، ثم حجرة المكتبة وهي مرتبة ترتيبا جيدا إلا في بعض أجزائها.
وأما مكتب الرئيس الكبير فهي حجرة تاريخية جليلة ملآنة بالصور والتحف وطافحة بالذكريات التاريخية والوطنية، وبين صورها الكثيرة صورتان كبيرتان، إحداهما للمغفور له أحمد فتحي زغلول باشا والأخرى للمغفور له مصطفى فهمي باشا، وهناك صورة للشيخ محمد عبده وصورة لبسمارك وصورة لسمو الخديوي السابق، وهذا المكتب معروف بمحتوياته ومؤثثاته للسواد الأعظم من زائري بيت الأمة، فلا داعي إلى الإفاضة في وصفه هنا، وحسبنا الاكتفاء بالقول أن الفقيد العظيم كان يحب هذه الحجرة حبا شديدا، وكثيرا ما أعرب عن شوقه إليها في خلال مرضه الأخير، رحمه الله.
سعد الزعيم. (3) معيشة سعد في بيته
كان الفقيد العظيم عندما يستيقظ في الصباح يبدأ بشرب القهوة، ثم يفطر وبعدما يفرغ من الأكل يشرع في ارتداء ملابسه، وكان من عادة دولته أن يحلق ذقنه بنفسه، وفيما هو يحلقها يملي على سكرتيره مقالة أو يصغي إلى ما يتلوه عليه من الرسائل أو يحادث من يتفق وجوده معه في الغرفة، وفي نحو الساعة العاشرة قبل الظهر ينزل دولته إلى مكتبه ويمكث فيه عشر دقائق على الأكثر، ثم يطلب سيارته ويخرج للنزهة مستصحبا معه أحد خلصائه، وكان رحمه الله يتنزه عادة في الجزيرة أو الجيزة أو حدائق القبة، وإذا أحس عند وصوله إليها براحة في جسمه نزل من سيارته ومشى قليلا ثم عاد إلى مركبته واستأنف نزهته، ومتى آب إلى بيت الأمة جلس في مكتبه ومكث فيه يستقبل الزائرين حتى منتصف الساعة الثانية بعد الظهر، ثم يدخل قاعة الطعام مع من يدعوه إلى الأكل معه من أخصائه وينام بعد الغداء نحو ساعة ونصف ساعة، أما في المساء فكان لا يدخل فراشه قبل الساعة الحادية عشرة، ولا ينام أكثر من خمس ساعات.
وكان الراحل الكريم لا ينزل إلى مكتبه بعد الظهر في الأحوال العادية، بل يمضي وقته بمطالعة جرائد المساء واستقبال زائريه الخصوصيين في مكتبه الداخلي في الطابق الأول أو في الطابق العلوي، وفي هذا الوقت (أي بعد الظهر) كانت المباحثات السياسية الخصوصية تجري بينه وبين أعضاء الوفد أو بين الهيئات السياسية الأخرى التي كان الوفد يعمل معها، وكان دولته يقضي جميع أوقات الفراغ بالمطالعة، وكان يؤثر أن يقرأ لنفسه على أن يقرأ غيره له ثم يتعشى، وكان رحمه الله لا يأكل على المائدة إلا الأكل الخاص الذي يشير عليه به أطباؤه، وأما ضيوفه فكانت تقدم إليهم الأصناف العادية، وكان يتعهدهم بالكلام طول مدة الأكل غير مميز بين كبيرهم وصغيرهم، وكان لا يتكلم وهو يأكل إلا في الموضوعات السياسية وقد يستطرد أحيانا إلى ذكر حوادث قديمة لها علاقة برجال السياسة الحاليين، وكان من عادته أن يصغي إلى حديث كل واحد من الحاضرين بقطع النظر عن سنه ومقامه، وكانت مدة الأكل لا تستغرق أقل من ساعة، غير أنه كثيرا ما كان دولته يستبقي مدعويه نصف ساعة أخرى يشربون في أثنائها القهوة ويتممون الحديث.
وكان سعد باشا لا يطالع في معظم الأحيان إلا كتبا ألمانية وإنجليزية، وهي دائما كتب تاريخية أو فلسفية أو قانونية، وقد تعلم دولته مبادئ اللغة الإنجليزية في إبان نفيه، أما الألمانية فتعلمها على يد المدموازيل فريدا
1
بعد عودته من المنفى، وقد ظل حتى أواخر أيامه يقرأ عليها ما يطالعه من الكتب في هاتين اللغتين، فتصحح له لفظه وتساعده على ترجمة ما يتعذر عليه فهمه، وقد تروق لدولته أحيانا قطعة مما يقرؤه فيترجمها ويحفظها بين أوراقه، أو يرسلها إلى إحدى الجرائد لنشرها بإمضاء مستعار، وكان إذا تصفح جريدة ما وأعجبته مقالة فيها يقول بالفرنسية: «سي تريه بيان» (أي حسن جدا) أو يقول «برافو». وكان حديث دولته مع زائريه لا يخلو من كلمات فرنسية ثم يعقبها حالا بترجمتها العربية، أما إذا لم يرتح إلى المقالة التي يقرؤها فإنه كان يفند فحواها فورا كلما فرغ من قراءة فقرة من فقراتها، ثم يستمر في الاطلاع على بقيتها مستأنفا نقده وتفنيده كلما رأى محلا للنقد والتفنيد في جزء من أجزائها.
Página desconocida