La felicidad y el hacer feliz en la biografía humana
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Año de publicación
1957 / 1958
Géneros
فيما يجب أن يأخذ الملك الناس به في أمر الأكابر والسادة
قال أفلاطن واجب على الملك أن يرتب الناس المراتب في البر والكرامة وأن يجعل ذلك على قدر أحوالهم في الفضيلة لا على قدر الثروة والنعمة قال وثم يجب عليه أن يأخذ العامة بأن ينزلوا أهل كل مرتبة في مرتبته وأن يعاملوا في برهم وإكرامهم عبى قدر ما رتبه الملك لهم وينبغي أن لا يرضي منهم بأن يخالفو ترتيبه فيقدموا مؤخرا قال وينبغي أن يأخذهم بتوقير أهل الفضل وبالإستحياء منهم وبالتأسي بهم وينبغي أن يحظر عليهم تنقصهم بالقول أو الغرض منهم في حال وينبغي أن يعاقب من تنقصهم أو غض من حرمهم وقال أرسطوطيلس دافع عن أهل المروءات ومن له قدم في الخير وإن تضعضعت أحوالهم ولا تكشف أستارهم وإن زلت أقدامهم واعلم بأن الضيم في المراتب أشد منه في الأبدان والأموال لأن الناس قد يبذلون أموالهم ويخاطرون بأبدانهم لئلا يضاموا في مرؤاتهم وقال زياد بن أبيه للناس في خطبته إني قد عاهدت الله أن لا يأتيني شريف بوضيع لم يعرف له حق شرفه ولا ذو سن بحدث لم يعرف له حق سنه ولا عالم بجاهل لم يعرف له حق علمه إلا عاقبته وأبلغت في عقابه ثم أنشأ يقول لا يصلح الناس فرضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم لم سادوا
وفي عهد ملك لابنه
ألزم نفسك إقامة طبقات الناس على حدودها ومراتبها حتى يبين ذو الحرمة ممن لا حرمة له وذو البلاء ممن لا بد له فإنه ليس شيء أفسد للرعية وأدل على سوء السياسة من أن يجمع المحسن والمسيء منزلة واحدة
في الآداب التي يحتاج إليها المرؤوس إذا أصحب الرئيس
قال ابن المقفع يجب على من دخل إلى رئيس أن لا يجاذبه مقبلا إليه ولا منصرفا عنه قال وليس ينبغي أن يرفع صوته في كلامه بأكثر مما يسمعه قال وينبغي أن يكون على إلتماس الحظ بالسكوت أحرص منه على إلتماسه بالكلام قال وكان يقال بأن مسئلة الملوك تحية النوكي وذلك بأن يقول كيف أصبح الملك وكيف حال الملك فإن السؤال يوجب الجواب وليس للأدنى أن يوجب شيئا على من هو أعلى منه قال وينبغي أن يسرع النهوض من بين يديه وإن حدثه وهو سائر فينبغي أن يسير حيث لا يحتاج الرئيس أن يلتفت إليه ويكفيه في ذلك أن يتقدم بمقدار رأس دابته قال وليس من الأدب أن يضحك بين يديه إن حدث الملك بنادرة أو عثر الملك وليس من الأدب أن يظهر تعجبا من حديث ولا سيما إذا كان الملك وهو المحدث قال وينبغي أن يهدي كل تابع إلى رئيسه المهرجان والنيروز ويجب أن تكون هدية كل إنسان مما يحبه المهدي قال وكاتب الملوك تثيب ذلك وتعوض منه قال ويجب على المرؤوس أن يجانب الظنين والمتهم والمسخوط عليه قال وليس يجوز أن يظهر غدرا للمسخوط عليه ما لم يبلغ الرئيس ما يريده من الإنتفاع منه قال ومن أخلاق الملوك فمتى حدث ذلك فينبغي أن يزيد في الخدمة والنصيحة قال وإن ربح العز تبسط اللسان بالشتم والأغلاظ من غير غضب فليس ينبغي أن يعد شتم الرئيس شتما ولا أغلاظه أغلاظا إذا كان في نفسه طاهرا وقال معاوية تغلب الملوك حتى تركب بشئين الصبر عند سورتها وحسن الإصغاء إلى جديتها وقال ابن المقفع إذا زادك السلطان تقريبا فزده إجلالا قال وكذلك ينبغي أن يفعل بجميع من تتصل به لا تساعد السلطان على الخطأ ولا في مجالسه وفي مجلسه الخطا وإن استبان النجح برأيك فلا تمنن عليه وإن خالفه رأيك فاستقبله ما لا يحب فلا تقل له أ لم أقل لك قال وإن أجلسك السلطان على مائدته فلا تستوفين الطعام وإن احتجت إليه إلا أن تكون في حساب الندماء وإن وضع بين يديك شيئا فلا تستوفينه وإذا أكلت فانهض إلى موضع لا يراك واغلس يدك وانصرف إلى منزلك إلا أن يجلسك وإذا أكلت معه فلا ترفعن عينك إلى أكله إذا يسأل الوالى غيرك فلا تكن أنت المجيب قال ويجب أن تعلم أن من صحب السلطان بالنصيحة أكثر عدوا ممن صحبه بالغش والخيانة لأنه يجتمع على عداوة الناصح عدو الوالى وصديقه الصديق لمنافسته والعدو لمباغضته قال ويجب أن تعلم أن المعترف لك بالفضل بغير حضرة السلطان ربما نافسك بحضرة السلطان ولم يسمح نفسه بأن يعترف لك فاعرف هذا الباب واحذره
في صفة من يحب أن يخرج في الحكمة
قال أفلاطن إنه ليس يجوز أن يؤخذ بتعليم الحكمة إلا من له طبع فيها قال والمطبوع هو الذي يسهل عليه تعلم ما تعلم وحفظه ويسهل عليه استخراج ما لم يتعلمه بما قد تعلمه
في أدب التعلم
قال أفلاطن وأول ما ينبغي أن يؤخذوا به أدب التعلم ومن آداب التعلم حسن الإقبال على المعلم وحسن الإصغاء وترك الإلتفات ما داموا بحضرة مؤدبيهم وترك الفكر فيما سوى ما يعلمون وقت ما يعلمون وقال وهب بن منبه أدب الإستماع سكون الجوارح وغض البصر وقطع الفكر عما سوى الذي يسمع والعزم على العمل وقال من استمع كما يجب نال بركة ما يسمع
Página desconocida