La felicidad y el hacer feliz en la biografía humana
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Año de publicación
1957 / 1958
Géneros
الحمد لله الذي خلق الأولى وجعلها فانية عن أهلها بسعادة أو شقاء ووعد الأخرى للبقاء والجزاء بنعيم مقيم أو عذاب أليم وجعل في الدنيا إلى الأخرى طريقين طريقا لأهل الشقوة وطريقا لأهل السعادة وجعل لكل طريق سببا ويوصل إليه من تعلق به ثم دعانا إلى الإستقامة على طريقة السعادة وأمرنا بأن نسأله الهداية إليها فقال قولوا إهدنا الصراط المستقيم ثم أنعم به علينا إنعاما ويينه لنا تبيانا فقال وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وسماه صراطه إذ كان الموصل إلى رضوانه وكرامته وحذرنا من العدول عنه فقال ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وعرفنا جميل صنعه بنا وجميل محبته لنا ليفوز بالشكر من شكره ويشقى بالكفر من كفر به ولتكون له الحجة البالغة ولا يكون لأحد من خلقه عليه حجة فقال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال وهديناه النجدين وهما الطريقان وقال فألهمهما فجورها وهو الكفر وتقويها وهو الشكر وهما السنتان وبين ذلك فقال إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا وقال قد أفلح أي صار إلى الفلاح وهو الفوز بالبقاء في النعيم المقيم من زكاها أي نفسه بطاعة الله شكرا وقد خاب أي خسر الرحمة وصار إلى العذاب الأليم من دساها أي نفسه بالمعصية كفرا وأنزل المعرفة بإنزال الكتاب وهي اجل موهبة وأشرف خلعة وكرامة وأنزل البيان وهو علم اللسان وجعله الطريق إليها وقال علم بالقلم جاء في التفسير أي بالكتاب وقال خلق الإنسان علمه البيان جاء في التفسير أنه علم اللسان والفائز في الدنيا والآخرة من أطاع ربه فأحيا نفسه بنور الهداية وبصيرة المعرفة والفاضل الكامل من أحيا غيره بما حي به في نفسه الشقي من أعرض عن ذكر ربه فطغى وآثر الحياة الدنيا فصار إلى ضنك المعيشة في الدنيا وحشر في الآخرة أعمى وكان الجحيم هي المأوى ونحن بالله نستعيذ من الشقوة وإياه نسأل الفوز والرحمة وبعد فإن كتابنا هذا إنما هو في القسم السادس من كتابنا الذي يميناه السعادة والإسعاد في السيرة الإنسانية ونريد أن نذكر فيه السبيل إلى تزكية الأنفس وإخيائها من مبدأ مفتتحها إلى تمام غايتها وبالله نعتصم وعليه نتوكل وإليه نرغب وإياه نسأل العون والتيسير ونصلي على نبينا محمد وعلى آله الطيبين
فيما يجب أن يأخذ به الملك نفسه ورعيته في معرفة الله
قال اليونس الغرض المقصود به من الحياة إنما هو إخراج النطق من القوة إلى الفعل والغرض من إخراج النطق إلى الفعل معرفة الحق فمن أجل ذلك نقول بأن الغرض من الفلسفة إنما هو معرفة الله وقال أفلاطن أول ما يجب على الملك أن يأخذ به رعيته الإيمان بالله قال وذلك بأن يعلموا أن لهم صانعا لا تخفى عليه خافية ولا يفوته شيء والثاني أن يعلموا أن وراء هذه الدار دار أخرى فيها يثاب الناس وفيها يعاقبون والثالث أن يعلموا أن الله لا يرضى عن أحد من عبيده إلا بأن يجتنب السيئات والمحارم كلها فأما من خلط السيئات بالحسنات فإنه لن ينال رضاء الله وإن كانت حسناته أكثر وسيئاته أقل قال وينبغي أن يقرر قفي نفوسهم أن الله لا يقبل من النجس صلاة ولا أضحية ولا قربانا قال والنجس هو الذي غلبت عليه اللذات واستولت عليه الشهوات قال وينبغي أن يتقدم إلى أهل الفضيلة بأن لا يقبلوا من النجس كرامة ولا برا قال ويجب أن يقرر في نفوسهم أن الله جل وعز سبب الخير فقط فإنه لا سبب لخيراتنا غير الله وأما الشرور فإنما تنالنا بسوء أفعالنا قال وينبغي أن يقرر في نفوسهم بأن الله تعالى لا يهلك قوما إلا بسوء أفعالهم وسأل الإسكندر ذيوجانس الحكيم أي خصال الخير أحمد عاقبة فقال الإيمان بالله وبر الوالدين وقبول الأدب وقال أوميرس يجب أن يعلم كل أحد بأن الله مطلعا عليه حيث كان ومن عرف أن الله مطلعا عليه حيث كان لم يختلف أفعاله بل كانت سيرته متشاكلة قال أفلاطن وينبغي أن يؤخذ الناس باعتقاد أنهم يخلدون في النشأة الثانية قال وسبب الخلود اعتدال المزاج وزوال التباغي من الطبائع فإن الفساد إنما وقع في هذه الحياة بزوال الإعتدال وإنما زال الإعتدال من قبل تباغي الطبائع
من كتاب الكون بتفسير الإسكندر
قال أرسطوطيلس والقول بأن الكل واحد وأنه غير متحرك وأنه غير متناه شبيه بالجنون والوسواس وذلك أنه ليس أحد من المجانين ومن سلب عقله يظن بأن النار والثلج واحدا ولكن إنما يظن هذا من لا يفرق بين الأشياء التي هي جميلة بالطبع وبين الأشياء التي هي جميلة بالعادة قال الإسكندر الجميلة بالطبع مثل تعظيم الله وتبجيله وأن يؤتي بالعدل ولا يظلم أحدا وأن يكرم الناس ويستحيي منهم وأما الجميلة بالعادة فمثل أن لا يؤكل في السوق قال أبو الحسن وقال ينبغي للملك أن يأخذ رعيته باعتقاد أن لله أنبياء وأولياء قال الإسكندر في تفسيره بحرف اللام كان أفلاطن يقول بأن الله يتجلى بالنور الإلاهي ويوعز بالآيات للأفاضل من عباده قال وكان يقول وإنه ليس يتجلى هذا النور ولا يوعز بالآيات إلا للذين قد قضى لهم بذلك من قبل أن يكونوا فإن الأشياء إنما تجري على ما سبق من قضاء الله لخلقه وإنه لن يصل أحد إلى الله ما خلا الذين قد قضى لهم بالوصول إليه
علة أخرى في إمكان الخلق للأبدان
قال الإسكندر في تفسير الكون والفساد في إمكان الطبيعة أن تحلل حميع أجزاء المادة التي تقع بها الحياة ووقع الخلود من قبل ما أصف لأن ما كان ينحل يتجدد ثم يكون كذلك أبدا
ذكر ما روي عن الفلاسفة في صفة الله
قال أفلاطن الله هو الواحد البسيط الذي لا علة لوجوده قال وكذلك نقول بأنه القائم بذاته لأن القائم بذاته هو الذي لابدوية له لأن هويته تكون من تلقائه لا من خارج قال وهو الوحدة على الحقيقة قال وهو الأول والآخر لأن الأشياء كلها منه بدت وإليه انتهت قال وذلك نقول بأنه العقل لأن الأشياء كلها ينتهي إلى العقل قال ونقول بأن الله هو العقل المفارق للصورة المتبرئ من كل عنصر ومادة وهو أعلى بالشرف وبالقوة من الجوهر وهو الذي يعطي الأشياء الجوهرية كلها والوجود وهو سبب الحق والحكمة وسبب كل معرفة وذلك أنه المهئ لجميع الأشياء التي تدركها المعرفة لأن تعلم وقال الينس الله واحد أولى غير متحرك وهو العلة لكل موجود وكل مكون وهو المحرك للأشياء المكونة على أنه علة كونها وعلى أنه السبب المتمم لها ويحرك الأشياء الموجودة على أنه العلة المتممة لها قال وإنه زين هذا العالم بجوده وقدرته وحكمته وقال بعضهم الله واحد أزلي وإنه لا شبيه له ولو كان له شبيه لم يكونا اثنين بل واحد ولو باينه الآخر في شيء لم يكن بسيطا لكن مركبا ولو كان مركبا لم يكن قديما بل محدثا قال ويجب أن يعلم بأنه لا ضد له فإنه لو كان له ضد لكان له فناء ولو كان له فناء لم يكن أزليا فإن الضدين شأنهما أن يبطل كل واحد منهما الآخر ويفسده إذا اجتمعا قال ويجب أن يعتقدوا بأنه حي حكيم قال ويجب أن يأخذ الملك الناس بالإيمان بالله وبأن الملائكة حق
ذكر الحقوق التي يجب على الناس اعتقادها
Página desconocida