La felicidad y el hacer feliz en la biografía humana
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Año de publicación
1957 / 1958
Géneros
قال أفلاطن الكاذب والجاني لا أمن عليهما لأنه لا عقد لهما ولا عهد فليس يجوز تركهما في المدينة ولكن الواجب نفيهما عن البلد وإقصاؤهما إلى حيث ينقطع عن أهل البلد شرهما قال وينبغي أن يعلم أن الكاذب بغير إرادة مجنون والكاذب بإرادة ليس بإنسان فإن الإنسان باللسان فإذا ذهب اللسان ذهب الإنسان
القول في صفة الذين لا يجوز استبقاؤهم في البلد وفي صفة من يجوز استبقاؤهم وإن كانوا أردياء
قال أفلاطن أهل الردى صنفان أحدهما أهل غباوة وسلامة والرأي في هؤلاء أن يستبعدوا فيما يعود نفعه عليهم وعلى أهل المدينة قال والصنف الآخر أهل خبث ورداءة والرأي في هؤلاء أن يفنيهم أو ينفيهم من البلد وينظف البلد منهم قال وقد قيل آخر العلاج الكي ومن أهل الخبث الذي لا يجوز التجاوز عن عقوبتهم السعاة قال أرسطوطيلس نكل بالساعي حتى يرتدع الناس من السعاية فإن النظر في كل ما يرفع إليك مشغلة وأقص من تقرب إليك بالملق وإن جر من ينزع بالوقيعة في الناس وأيضا قال علي بن أبي طالب للأشتر ليكن أبعد الناس عنك أطلبهم لمعايب الناس
بيان قوام السياسة بالإحسان وإن أشرف الآلات الرفق
أقول من البين أن قوام كل شيء إنما هو بغرضه وقد بينا أن غرض السياسة تحصيل حسن الحال للمساسين فقد ثبت إذن أن قوام السياسة بالإحسان وأيضا فلما كان لا بد من التغريب والترهيب كان لا بد من تصديق الوعد والوعيد وأيضا فلما كان المسيء والرذل يستحقان الإهانة والحرمان كذلك الفاضل والمحسن يستحقان العطية والإكرام وأقول الرفق خير بذاته كالغذاء وأما العنف فإنما يصير خيرا بالعرض كالدواء
ذكر ما جاء من الترغيب في الرفق والإحسان
كتب أرسطوطيلس إلى الإسكندر اعلم بأن الواهب لم يرض من الناس في معاملة من دونهم إلا بمثل الذي رضي لهم له من نفسه فإنه رحمهم وأمرهم بالتراحم وجاد عليهم وأمرهم بالجود وعفا عنهم وأمرهم بالعفو فليس يقابل منهم إلا مثل الذي أعطاهم ولا أذن لهم في خلاف ما أتى إليهم فإن رغبت في رحمة من هو فوقك وهو الله تبارك وتعالى وفي جوده وعفوه فارحم من هو دونك وجد عليهم واعف عنهم قال واعلم بأن الأيام تأتي على كل شيء فيخلق وتمحى الآثار وتذهب إلا ما رسخ في القلوب من المحبة التي يتوارثها الأعقاب عن الأسلاف وذلك إنما يكون بالإحسان وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه قال الله جل وعز عبادي إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا عبادي وعن رسول الله صلى الله عليه أنه قال من لم يرحم أهل الأرض لم يرحمه أهل السماء وقيل للإسكندر بم نلت هذا الملك فقال بالإحسان إلى الأصدقاء وباستمالة الأعداء ويقول أوميروس إنه لا ينبغي للرئيس أن ينام الليل كله وقال الجاحظ إنه ليس من أحد دعى الناس إلى الإنسياق له بالعنف إلا تعنف عليه الفتوق وعن رسول الله صلى الله عليه أنه قال إن الله تعالى أمرني بمداراة الناس كما أمرني بالفرائض قال ونهاني عن معاداة الرجال كما نهاني عن عبادة الأوثان وقال حكيم إياك ومعاداة الرجال فإن معاداة الرجال كمواثبة السباع التي إن غلبتها لم تنفعك وإن غلبتك أهلكتك أنس وأبو هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف وقال رسول الله صلى الله عليه من حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة وإذا أراد الله لأهل بيت خيرا فتح عليهم باب الرفق وقال عيسى بن مريم عليه السلام الرحيم في الدنيا عو المرحوم في الآخرة قيل للإسكندر ما ألذ شيء وجته في ملكك فقال إنه لم يغلبني أحد في اصطناع المعروف وقال رسول الله صلى الله عليه عند الله خزائن الخير وخزائن الشر ومفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويك لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير و عن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه ما عظمت نعمة الله على أحد إلا كثرت عليه حوائج الناس ومؤناتهم لم يحتمل مؤناتهم فقد عرض النعمة للزوال وقال جابر بن عبد الله قال علي بن أبي طالب إن حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم فلا تملواها فيتحول النعم نقما قال ثم أنشأ يقول ما أحسن الدنيا وإقبالها
إذا أطاع الله من نالها من لم يواس الناس من فضله
عرض للإدبار إقبالها فاحذر زوال الفضل يا جابر
وابذل من الدنيا لمرسالها فإن ذا العرش جزيل العطا
يضعف بالحبة أمثالها وأبو سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه إن الله خلق المعروف وخلق له وجوها من خلقه ثم إنه جوه إليهم بطلاب الحوائج فمن قبلهم حي بهم وأحياهم ومن ردهم هلك بهم وأهلكهم وقال رسول الله صلى الله عليه إن مثل أهل المعروف مثل الأرض الجدبة وإن الله إذا أراد إحياءها وجه إليها بالغيث فإن قبلته حيت وحي بها أهلها وإن لم تقبل هلكت وهلك بها أهلها وقالت أم سلمة قال رسول الله صلى الله عليه المعروف يقى مصارع السوء والصدقة تطفي غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأنس قال رسول الله صلى الله عليه من أصبح وليس همه المؤمنون والمسلمون فليس منى ولست منه والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ومن مشى في حاجت أخيه كتب له بكل خطوة سبعين حسنة ومحى عنه سبعين سيئة وميمون بن مهران قال سمعت الحسن بن علي يقول قال رسول الله صلى الله عليه من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله سبعة آلاف سنة يصوم نهاره ويقوم ليله وأبن عمر قال رسول الله صلى الله عليه عجبت لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه وقال رسول الله صلى الله عليه إن الله إذا أحب عبدا استعمله على قضاء حوائج الناس وقال الحسن لأن أقضي لمسلم حاجة أحب إلي من أن أصلي ألف ركعة متقلبة وأبو قلابة قال رسول الله صلى الله عليه من سعى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له عبادة ألف سنة قيامها وصيامها قضيت له أو لم تقض وأبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه اشفعوا تؤجروا ويقضي الله علي لسان بنيه ما شاء
ما جاء من عظم حرمة المؤمن
قال ابن عباس نظر رسول الله صلى الله عليه إلى الكعبة وقال ما أعظم حرمتك ثم قال وإن المؤمن أعظم حرمة منك وعبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه من نظر إلى أخيه المسلم نظرة ود غفر الله له وقال رسول الله صلى الله عليه النظر إلى المسلم على شوق إليه خير من اعتكاف سنة وعن رسول الله صلى الله عليه إنه قال من نظر إلى مسلم ىظرة عنف لم ينظر الله إليه يوم القيامة
Página desconocida