La felicidad y el hacer feliz en la biografía humana
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Año de publicación
1957 / 1958
Géneros
قال أفلاطن إنه لما كان كل واحد من الناس لا يفي بتمام ما يحتاج إليه في بقائه احتاج إلى معاونة أبناء جنسه له فيه واحتاجوا إلى مثل ذلك منه فاضطروا إلى الإجتماع والمشاركة ولذلك اتخذت القرى والمدن قال وبيان أن الواحد لا يفي بتمام ما يحتاج إليه في بقائه أن الغذاء وهو حاجة واحد من حوائجه لا يحصل إلا بآلات وتحتاج كل آلة إلى صنعة وأدوات وكل أداة تحتاج إلى صنعة أيضا ولا صنعة إلا بصانع ويحتاج ثقل كثير من الآلات إلى دواب قال وهو في المثل كأجزاء السلسلة المتعلقة بعضها ببعض وقال أرسطوطيلس الإنبعاث إلى الشركة المدنية ضروري و بالطبع قال ولذلك نقول بأن الإنسان حي مدني بالطبع وإن الذي لا يمكنه أن يشاركه هذه الشركة لشقي والذي لا يحتاج إليه مثاله وقال بعضهم لما كان الإنسان مقصودا يتلونه إلى غرض ما احتاج في استكمال الغرض الذي أريد له إلى أسباب كثيرة وليس في إمكان الواحد وفاء القيام بتثبيت جميع ما يحتاج إليه بنفسه فاحتاج إلى معاونين فكان الإجتماع والمدن لذلك ومعرفة هذه الحال تكسب الألفة والمحبة وقال الجاحظ اعلم بأن حاجة الناس بعضهم إلى بعض صفة لازمة في طبائعهم وخلقة قائمة في جواهرهم محيطة بجماعتهم وثابتة لا تزايلهم قال وذلك إنه ليس أحد يستطيع بلوغ حاجته بنفسه من دون الإستعانة بغيره فحاجة الأدنى مضمنة بمعونة الأقصى فالأدنى مسخر للأقصى كما سخر له الأقصى والأجل ميسر للأدق كما يسر له الأدق فالملوك محتاجون إلى السوقة في باب والسوقة تحتاجون إلى الملوك في باب وكذلك الغني والفقير والمالك والمملوك قال الجاحظ وإن الله لم يسخر للناس جميع خلقه إلا وهم محتاجون إلى جميع خلقه قال والحاجة حاجتان قوام وفوت ولذة وإمتاع فسبحان من جعل في ارتباط البعض بالبعض تمام المصلحة وباجتماع الجميع تمام البغية وسبحان من جعل في نقصان الواحد بطلان الجميع برهانا واضحا وقياسا قائما لأن الجميع إنما هو واحد ضم إلى واحد وواحد آخر ضم إليها فإذا جوزت رفع الواحد والآخر مثله في الوزن والعلة فقد جوزت رفع الجميع لأنه ليس الواحد أحق في الحق من الثاني فإذا جوزت إبطاله فكذلك الثاني في الثالث حتى يأتي على الجميع
ومن كيفية السياسة الحيلة في استدامة العامة
الحيلة في استدامة العامة الترغيب في الألفة وحظر الشتات والفرقة وإيجاب العدل والنصفة وتحريم الجور والمضادة والألفة هي أن يكون كل واحد يحب الآخر كحبه لبدنه إذ كان كل واحد من هذين سبب حياته ويلزم من هذا أن يحب الخير لصاحبه ويسر به إذا صار إليه ويكره الشر له ويسوؤه إذا امتحن به والوجه في تشبيث الألفة أن يجعلهم متشاكلين في الفضيلة ومتشابهين في العمل والهمة فإن المشاكلة محبوبة والشبيه يحب الشبيه إما في الفضيلة فبأن يجعلهم أعفاء أنجادا متعلقين عدولا وإما في الهمة فبأن يحملهم على أن تصير همة كل واحد منهم طلب النافع لنفسه ولمشاركيه وتجنب الضار له ولهم وأما في الفعل فأن تكون أفعالهم موجهة نحو الجميل ونحو الجيد وذلك بأن يجتهد كل واحد منهم أن ينصح في عمله لينتفع به وأن يبلغ في تجويده أقصى ما يمكنه وأن يكون محبته لمن ينتفع به غيره أكثر من محبته لنفع نفسه وأما حملهم على حسن المعاملة فأن يجعل للعادل الجوائز والكرامة وعلى الجائر الهوان والخسارة وسنقول فيما بعد هذا في كل شيء مما أجلنا القول فيه ههنا إن شاء الله عز وجل
الترغيب في إقامة العدل وبيان أنه ضروري وطباعي في الحياة
قال أرسطوطيلس العدل طباعي وضروري في الحياة قال وبيان ذلك أن الحياة الفاضلة هي التي تتصرف في تمام الكفاية وليس بممكن أن يكون ذلك للمنفرد فاحتيج بسبب ذلك إلى الإجتماع لتصرف والأعمال الخاصية عامية وإنه ليس يكون ذلك إلا بالشركة التامة والشركة التامة هي المدينة قال فالحاجة إلى حسن المعاش ربطت هذه الشركة والحاجة إلى ما يكون به حسن المعاش ولدت المعاملة والحاجة إلى استدامة المعاملة أوجبت المعاوضة ولما كان لا مانع من أن يكون عمل أحدهما أفضل من عمل الآخر احتيج إلى شيء يعرف به مقدار الأشياء فجعل ذلك الشيء الذهب والفضة واحتيج أيضا إلى الذهب والفضة لمعنى آخر وهو أن أحدهما قد يحتاج إلى عمل صاحبه في وقت لا يحتاج الآخر إلى عمله فيه فاحتيج بسبب ذلك إلى شيء يكون كالكفيل له ولم يصلح أن يكون الكفيل فيه عمل صاحبه لأن كثيرا من الأعمال لا آثار لها كالسياسة والرعي الغنى وأيضا فإن كثيرا من الأعمال التي لها آثار لا يبقى المدة الطويلة فأقيم الذهب والفضة ذلك وصارا مالا بالعرض وصارا ثمنا للأشياء وقيما لها قال ومما يدل أنها صارا مالا بالعرض لا بالطبع أن لو شئنا غيرناهما
في العدل ما هو
قال أرسطويلس العدل هو المساواة والجور لا مساواة قال وذلك بأن يكون لأحدهما من الخير أكثر وللآخر أقل ومن الشر بخلاف ذلك وقال في موضع آخر العدل هو المماثلة على قدر المناسبة وقال أفلاطن العدل هو الصناعة التي يستبان بها ما ينبغي أن يعطى العامل والشريك وما لا ينبغي أن يعطى ولمن ينبغي أن يعطى ولمن لا ينبغي وفي أي وقت وبأي مقدار وبأي حال وقال بعضهم العدل من بين الفضائل خير غريب وذلك أنه مضاف إلى شيء آخر إما رئيس وإما شريك وقال بعضهم العدل خير غريب لاينفع العادل لكن غيره قال الشيخ كيف لا ينفعه وصلاح حاله واستدامة بقائه إنما يقع به وقال قسطا بن لوقا البعلبكي أحد حدود العقل العدل وأحد حدود العدل هو مقارنة كل فعل بمثله
في أقسام العدل
قال أفلاطن العدل قسمان خاصي وعامي وقد ذكرنا قوله في الخاصي في باب أن العدل ما هو قال وأما العامي فإنما عو اعتدال قوى الأنفس وقال النفس خاصي وعامي فالخاصي إنما هو فيما بين الظلم والإنظلام قال وأما العامي فإنما هو في اعتدال حركات الأنفس الثلثة وقال أفلاطن العدل قسمان أهلي وهو المركوز في النفس وغريب وهو الذي يكون من خارج وقال الينس العدل قسمان منه ما هو مركوز في النفس ومنه ما هو خارج بالقول وكما أن النطق الخارج بالقول انثناؤه على ما في النفس كذلك العدل الخارج من النفس انثناؤه إنما هو على ما في النفس قال أرسطوطيلس العدل قسمان طبيعي وناموسي فالطبيعي هو الذي ليس يمكن أن يكون بنوع آخر كالنار التي تحرق ههنا وبفارس والناموسي يظن به أنه مختلف وليس الامر كما يظن فإن الإختلاف في الناموس إنما يقع من تحريف متأول وغلط مستنبط وذلك أن الناموس كلي كل وليس يكمن أن يقال بعض الاشياء بكل صحيح
القول في كيفية المماثلة
Página desconocida