La felicidad y el hacer feliz en la biografía humana
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Año de publicación
1957 / 1958
Géneros
قال الفراء أصل المشورة مشورة مسكن الشين لأن الأصل فيها مفعلة ونظيره مثوبة فإن الأصل فيها مثوبة قال أبو الحسن فتكون على هذا مصدرا لشار وفي كتاب الخليل المشورة مفعلة وهي مشتقة من الإشارة قال وتقول أشرت بكذا وكذا قال والفراء والشورى أصله فعلى وقال غير الفراء المعنى في المشورة استخراج الآراء بالعقول والتجارب قال أبو الحسن هذا القائل جعله مشتقا من شار كما قلنا لا من أشار وقال غيره أصل المشورة الإستخراج واستعمل ذلك في الرأي وفي العسل وفي الدابة تقول العرب شرت العسل أي استخرجته من موضعه واحتلبته وكذلك أشرت العسل فهو مشور ومشار ويقولون شرت الدابة وأشرتها إذا استخرجت جريها ويقال للمكان الذي يستخرج فيها جري الدابة المشوار ويقال للذي يستخرج ذلك منه المشور وقال أبو عبيدة أصل المشاورة الإجتماع في الأمور وهو مفاعلة وتقول شاورت مشاورة وشوارا قال ويقال للقوم الذين يتشاورون الشورى سموا بالمصدر كما قيل للقوم الذين يتناجون النجوى وقال غيره وشاورهم في الأمر قال يقول استنطقهم واستمع منهم قال أبو الحسن المعنى استخرج الرأي منهم بالستنطاقهم قال وأما قوله فبما رحمة من الله لنت لهم فإنه يعنى برحمة وما صلة لنت وقوله ولو كنت فظا الفظاظة خشونة الكلام تقول فظظت يا رجل تفظ فظا وفظاظة وقوله غليظ القلب يريد شديد القلب أي قاسي القلب لانفضوا من حولك يقول اي لتفرقوا من عندك قال والفضض الشيء المتفرق وأصل الفض الكسر وتقول فضضت الحلقة فضا إذا كسرتها فاعف عنهم أي في الزلة تكون منهم واستغفر لهم من الزلة
في أنه لا بد للملك من الأعوان
وقال أرسطوطيلس للإسكندر الأمر أمران كبير لا يجوز أن تكله إلى غيرك وصغير لا يجوز لك أن تياشره بنفسك فلا بد من أن توظف أعمالك على الكفاة وأن تأخذ نفسك باستيفائها منهم وينبغي أن تسهل سبيل وصولهم إليك لتطالبهم بما كان منهم فيما أسندته إليهم وينبغي أن تصغي إلى ما يقولون وأن تحمد المصيب وتذم المخطئ وقال أنوشروان لا بد للملك من أعوان لينتظم بهم أمره ويحتاج إلى أحد وعشرين رجلا يرؤسون له في الأعمال
في الحض على اختيار العمال ذكر ما يجب على الملك أن يوليه وهو باب اختيار العمال
قال أرسطوطيلس للإسكندر الواجب على الملك أن يكون شديد العناية والحرص في تفقد أحوال من يريد أن يوليه عملا من أعماله ما كان فإن صلاح الأعمال والمداين إنما يقع ويكون بصلاح من يتولى سياسة الأعمال وسياسة المدائن وكذلك الفساد وذلك أن الرئيس في كل شيء هو المصرف له وعلى قدر التصريف تكون حال المصرف فواجب أن تكون حال المصرف شبيهة بحال المصرف له وهو فاعل على التصريف قال وأقول إن صلاح الأعمال والمدائن إنما يكون بصلاح العمال ذلك أن من لا صلاح عنده فلا سبيل إلى أن يصلح شيء به فلتكن عنايتك باختيار من يصلح للعمل أكثر من عنايتك يكثرة من ترتبط فإن الجوهرة خفيفة المحمل رزينة الثمن والحجارة فادحة المحمل خفيفة الثمن قال علي بن أبي طالب للأشتر أصطف لولاية أعمالك أهل الورع في الدين والعلم بالسياسة والحياء والألف وأهل التجربة من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام فإنهم أكرم أخلاقا وأنزه أطماعا ثم أغنهم عن المطامع بالتوسع عليهم واجعل عيونا عليهم من ثقاتك ليوردوا عليك أخبارهم وجميع ما يجري منهم في أعمالهم وقال أنوشروان أحق ما تفقد الملك فيمن يستعين به العقل وأفضل ما تخيروا عليه الخيرقال والعقل يكمل جميع الفضائل وثمرة الفضائل كلها الخير وأفضل مواهب الله العقل ومشية الله من الخلائق كلها الخير
لقول في صفة المختار
قال أرسطوطيلس ويجب أن يكون من أول ما ينظر في أمره أنه هل يصلح لما تريد أن توليه فإنه لك ينفعك فضله وصلاحه في غير ما تريد أن توليه واحذر من أن يميلك حب رجل أو فضله إلى الإستعانة له فيما لا يصلح له ومقته وعيبه إلى ترك الإستعانة به فيما يصلح له فإنه لن يخلو أحد من عيب ومن نقيصة ومن فضل وخلة محمودة ثم الواجب أن تنظر حاله في النزاهة والعفة فإن فساد العمال إنما يقع على الأكثر من أن يصرفوا هممهم إلى تعجل اللذات البدنية وتؤثروا جر المنافع إلى أنفسهم وإن عاد ذلك بالمضرة على سلطانهم وعلى رعيتهم ويجب أن يتفقد حاله في الجد وفي الهزل فإن الهرب من تعب الجد يؤدي إلى الإهمال ومن الإهمال يكون البوار قال أبو الحسن وبجب أن يكون لبيبا فاضلا ووادا لمن يتولى له قال أرسطوطيلس ويجب أن يتأمل حالهم فيما تولوه لمن قبلك وحالهم في أنفسهم وفي معاملتهم ومجاورتهم ومعاشرتهم قال فإنه ليس يجوز أن تطمع في استصلاح أمر جندك وضبطهم بمن لم يحسن سياسة عبيده وخدمه ولم يضبطهم وليس يجوز أن تطمع في توفر خراجك بمن لم يحسن عمارة ضيعته وعلى هذا يجب أن يكون بناء أمرك في سائر أسبابك وأمورك قال ويجب أن تعلم أن أعوانك بمنزلة أعضائك وهم جنتك وسلاحك فواجب عليك أن تلزم نفسك العناية بصلاح أحوالهم وأمورهم ومعاشهم إذ كان في صلاحهم صلاحك وفي اختلال صلاحهم اختلال حالك وقال علي بن أبي طالب للأشتر من ضيع حق الله فلا تأمنه على حق عباد الله وكتب أبرويز إلى ابنه شيرويه من الحبس لا تول شيئا من أمورك قليل التجارب ولا المعجب ولا من يقع في خلدك أن زوال سلطانك خير له ولا من أصبته بعقوبة فاتضع لها ولا من أطاعك بعد ما أذللته ولكن يجب أن تولي أمرك رجلا وجدته مهتضما فرفعته أو ذا شرف فاصطنعته وإذا وليت أحدا فأقسم عليه بالوعيد وقال أرسطوطيلس للإسكندر لا تثقن بحال من لم تجربه في الولاية فإن الولايات هي التي تظهر أحوال الناس وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري أشر على بقوم أستعين بهم فكتب إليه أما بعد فإن أهل الدين لا يريدون عملك وأهل الدنيا ما ينبغي أن تريدهم أنت لعملك ولكن عليك بذوي الأحساب فإنهم يصونون أحسابهم ولا يدنسونها بالخيانة وقال أبرويز لابنه شيرويه وإذا وليت أحدا فحذره وأقسم عليه بالوعيد
في أن الواجب على الملك اختيار عمال الأعمال
قال سابور بن أردشير لابنه هرمز واعلم بأنك وإن بالغت في انتقاء وزرائك وأعوانك غير مستكمل منفعتهم حتى يكون من يلي من أعوانهم وخلفائهم ومدبري أمورهم أهل بصر وكفاية وأمانة فلا تدع تفقدهم والفحص عن أحوالهم وعما يكون منهم في أعمالهم واجعل لهم حظا من عنايتك وتعهدك ونصيبا من تفقدك ومن الوصول إليك ومن رفع حوائجهم إليك فتبسط بذلك آمالهم وتطيب به نفوسهم وتزيد في نشاطهم وفي نصيحتهم واقصد إلى سد خلتهم وإلى التوسعة عليهم في أرزاقهم حتى يستغنوا بعطائك عن الرشى والمصانعات ويذبوا أنفسهم عن مذاق الأطماع وتجب لك به الحجة عليهم في جرم إن اجترموه وإن بلغك عن أحد منهم حسن قيام في عمله وعفاف في مطعمه قرظته عند صاحبه وحضضته على زيادة بر ولطف وصلة ليشرف بها على نظرائه وليرغب من سواه في الإيتساء به
يقية القول في اختيار العمال وفي تفقد أمور العمال وأحوالهم
Página desconocida