El niño en la cara de la luna: Viaje de un padre por la vida de su hijo discapacitado

Mujahid Abu Fadl d. 1450 AH
42

El niño en la cara de la luna: Viaje de un padre por la vida de su hijo discapacitado

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

Géneros

تمر الأسابيع دون تواصل حقيقي بيننا؛ ثم نتشاجر، ربما نضطر للتواصل. لا تتغير أبدا علامات الوجود المرهق لووكر، آثار وجود ولد معاق بالمنزل: ستائر النوافذ المشوهة، التي يلعب بأصابعه في أجزائها باستمرار، والأكوام التي لا تنتهي من الغسيل التي تنتشر في كل مكان مثل نباتات الغابات، وفرشاة أسنانه في درج المطبخ، وجرعات الدواء والمراهم والسرنجات والزجاجات المحشورة خلف باب إحدى الخزانات. ومع هذه الفوضى التي تحيط بنا من كل اتجاه، هل من الصعب عليها (أو علي) وضع اللبن في مكانه؟

قد يكون الأمر متعلقا بنا، وليس به، غالبا ما كنت أعتقد ذلك. هناك عائلات أخرى - أعرف أنها موجودة؛ لأني قرأت عنها في مواقع الإنترنت - تمكنوا على ما يبدو من التكيف الجيد مع الأمر. لقد كنا بارعين في السابق، قبل ظهور الولد في حياتنا، وهذا ما كان يجعلني أفتقد تلك الأيام.

لكني ما زلت أحب زوجتي، ما زلت معجبا بجسمها، وبشرتها القمحية؛ ما زلت أريد أن أحميها . هي لا تزال تدخل السرور علي، وتحكي لي قصصا بطريقة بارعة، وتتذكر كلمات أي أغنية سمعتها من قبل، وتستطيع أن تروي مشاهد الأفلام السينمائية مشهدا مشهدا، وتتمتع بعاطفة عميقة ودائمة، وما زالت أما راعية لهايلي، ولا يزال بإمكاني أن أدخل السرور عليها بطريقة لا يستطيعها أحد آخر، وما زال يمكنني أن أصل إلى المناطق الغريبة والخاصة التي يعرفها فقط الزوج والزوجة، ونرقد في الفراش معا حين نستطيع ذلك، نتلاعب بالألفاظ تلاعبا جنونيا. أستطيع سماع عقلها وهو يحاول بقوة الانتصار علي، أحسدها على وقتها الذي تقضيه في قراءة الصحف، ولكن ليس لحبها للآخرين؛ أغفر لها خوفها الأسود الذي تشعر به في مناسبات كثيرة، وجهادها في حبها لابنها المحطم. كنت دائما على استعداد لمساعدتها للتغلب على تلك الكراهية السوداء للذات، وبهذه الطريقة جعلنا الولد أحيانا كرماء أيضا. ولا يخطر ببالك مقدار السعادة التي يقدمها أحدنا للآخر عندما يقول له الكلمات التالية: «لا مشكلة، سآخذه إلى الطبيب.»

مثال: في إحدى الليالي، كنا في حفلة، كان وقت أعياد الكريسماس وكنا في حانة مظلمة في منطقة بعيدة بالمدينة. لا يزال ووكر صغيرا، لم يتعد سن الثالثة. أستند إلى حائط في أحد جوانب المكان، وأستمع دون إنصات إلى زوجين أعرفهما وهما يتحدثان عن الأصولية الدينية، الأمر الذي يثير الدهشة. ولكن ما أفعله حقا هو مشاهدة زوجتي؛ وهي الهواية السرية لكثير من الأزواج، أتذكر هذه اللحظة لأني أشاهد زوجتي تخرج قليلا من شرنقة التزاماتها اللانهائية، من حياتها الرتيبة في البيت مع طفل معاق. وهي مشهورة وسط أصدقائها بروحها العالية التي تظهرها في مواجهة الصعاب، ولكني أعلم تكلفة ذلك عليها. وهي وسط حشد في الحانة وبجانبها رجل أعرفه، وهو صديق قديم لنا، وهي تضحك بصوت عال، ولا أستطيع أن أتذكر آخر مرة حدث فيها هذا، على الأقل في وجودي. ويبدوان في صورة حميمية: كتفاهما تتلامسان، ويشربان المشروب نفسه، فودكا مع ماء تونيك. أعلم أنه مغرم جدا بها، لدرجة أني سألته ذات مرة - أعترف أني حينها شربت كأسا من الخمر - هل كان واقعا في غرام زوجتي؟

قال: «نعم، أنا كذلك.»

قلت: «هذه مشكلة.»

قال: «لا، ليست مشكلة.»

قلت: «حسنا، توقف عن هذا.»

هذا كل ما في الأمر، لا أمانع فعلا. بداية، هناك مساحة في خصوصيتها لخصوصيتي الممزقة. كيف لي أن أحسدها على هذه اللحظة من الصداقة والحرية وحتى المغازلة، تلك الحميمية الرقيقة، بعد كل ما مر بها؟ وكيف لي أن أحسدها على بعض الاهتمام من جانب شخص آخر، نظرة العشق الواضحة لشخص ما جديد ومفعم بالنشاط، شخص ليس عليها أن تتفاوض معه بشأن كل لحظة من لحظات الراحة؟ هي لا تتوقف عن الابتسامة في صحبته، وأندهش حين أجدني سعيدا لرؤية هذا. أنا متأكد أن لها أسرارها، ولا مانع لدي في ألا تفصح عنها، وأن تظل تحتفظ بها، هي فقط. ذات مرة عثرت على مدونة على شبكة الإنترنت لوالد طفل معاق، يناقش فيها مثل هذه الأمور، وكتب يقول: «يعلمك الطفل المعاق أن تضع قواعد خاصة بك.» أعد مشروبا، وأتساءل: ماذا تفعل حين لا أكون موجودا؟ أعلم أنها تتساءل أيضا عما أتساءل عنه.

في الغالب، يغفر كل منا للآخر، وقد علمنا ووكر كيف نفعل ذلك. ***

Página desconocida