وقرأت فيه حتى أنهيته، فأطفأت النور ونمت. استيقظت في الصباح على جرس التليفون. رفعت السماعة فوجدت زوجة أخي. قالت إنها تريد أن تراني، قلت إني مريض وعندما أشفى سأزورهم بالطبع. قالت إنها تريد أن تراني الآن، وإنها تحترم رغبتي وتريد مني أن أساعدها على اتخاذ نفس الموقف، وقالت إنها لن تأخذ مني غير خمس دقائق. وافقت أخيرا فسألتني عن
رمزي ، قلت لها إني سأتفق معه، قالت إنها ستأتي بعد ساعة. أعدت السماعة إلى مكانها وظللت ممددا على الأريكة، ثم قمت إلى الحمام فاغتسلت وحلقت ذقني. أيقظت
رمزي
وأفطرنا سويا، وأخذت قرصين من الأسبرين. كان التهاب أنفي وحلقي قد زال. وخرج
رمزي
بعد أن اتفقنا على موعد عودته. خلعت بيجامتي وارتديت قميصا وبنطلونا، وشعرت بالبرد فلبست البلوفر الذي حاكته لي زوجة أخي، وفتحت النافذة وطويت البطانية وأزلت أعقاب السجائر ورمادها عن الأرض. تقدمت من النافذة فأغلقت المصراع الخشبي، ثم أغلقت المصراع الزجاجي. جلست على الأريكة، ثم قمت إلى النافذة وفتحت المصراعين وأغلقت المصراع الزجاجي فقط. جاءت زوجة أخي بعد قليل، وكانت ترتدي فستانا جديدا في لون التركواز، ونظرت إلى النافذة، ثم جلست على المقعد، وجلست أنا على الأريكة وكان وجهها شاحبا. قالت إنها لم تنم لحظة واحدة بالأمس، وقالت إن فتاة اسمها
سلوى
اتصلت بي عدة مرات، أمس وأول أمس. وسألتني: أهذه هي التي ستتزوجها؟ قلت: لا. قالت: إذن لماذا؟ قلت: لا أعرف. قامت وجلست بجواري ومالت علي وبكت، فوضعت يدي على كتفها. مدت يدها إلى ساقي ولمستني، وعندما وجدتني مشدودا احتضنتني وقبلتني وقبلتها بدوري. طلبت مني أن أغلق النافذة فقمت وفتحت المصراع الزجاجي، ثم أغلقت المصراعين. تحولت إليها وقامت واقفة وأخذت تخلع رداءها وهي تنظر إلى وجهي. خلعت ساعتي ووضعتها بجوار التليفون، ورقدنا فوق الأريكة. تحسست جسدها بوجهي وكان ناعما طازجا، وبكت وهي تتشبث بي في قوة. تشممتها وقلت إني أحب رائحتها، فابتسمت منتصرة. بعد قليل قامت وقالت إنها لا بد أن تذهب لأن أخي ينتظرها عند بعض أقاربنا. نظرت إلى حقيبتي وقالت: ستعود الليلة؟ قلت: كلا سأبقى هنا. قالت: إلى متى؟ قلت: لا أعرف. أوصلتها إلى الباب. قلت إني لن أستطيع النزول معها لأننا بالنهار. سألتني إذا كنت سأخرج فقلت إني لا أعرف. قالت: ستكلمني؟ قلت: أجل. قبلتها، ثم أغلقت الباب خلفها. عدت إلى الصالة. تقدمت من النافذة فدفعت مصراعها الخشبي حتى ارتطم بالجدار وتركتها مفتوحة وذهبت إلى المطبخ. أعددت طعاما، وجاء رمزي بعد ساعة فأكلنا، وقال إنه ذهب إلى الأهرام خلف سائحة هندية، وعندما عادا إلى البلد سويا ضاعت منه في الزحام قبل أن يتفقا على شيء، ودخل حجرته. تمددت على الأريكة ونمت ساعتين، ثم خرجت. ركبت المترو وغادرته في محطة
الإسعاف . اتجهت إلى شارع
سليمان . دخلت
Página desconocida