أن نذهب لنشرب بيرة، فرفضت، قلت إني أريد أن أنام. خرجت ومشيت إلى محطة المترو، وكان زحام الشراء قد بدأ . ركبت خلف فتاة سمراء، ولم أستطع الوقوف بجوارها إذ فصلني الزحام عنها. وجدت نفسي بجوار واحدة بيضاء أنيقة لها رائحة مختلفة ومثيرة شممت مثلها مرة منذ سنوات طويلة. كانت تتلفت حولها بصورة هستيرية خوفا من أن يلمسها أحد. اكتفيت بأن أشم رائحتها بعمق. هبطت الفتاة في محطة
الدمرداش ، ووجدت مكانا فجلست حتى محطتي. مضيت إلى منزل أخي فأخذت حماما ووضعت قطعة كبدة على النار، وأعددت طبقا من السلاطة، ثم أكلت الكبدة وأنا أقرأ في صحف الصباح تفاصيل ضحايا عدوان الأمس على
الإسماعيلية ، وكانت هناك صور للقتلى، وغرفة النوم التي اقتحمتها قنبلة في حجم الشمامة الكبيرة. انتهيت من الأكل فوضعت الصحون في الحوض وغسلت يدي، ثم أشعلت سيجارة وتمددت فوق الفراش. غفوت قليلا، ثم أيقظني جرس التليفون. تطلعت إلى ساعتي وكانت ما تزال هناك عدة ساعات على موعد مكالمتي مع زوجة أخي. قمت إلى التليفون فوجدت
فؤاد ، قال إنه يريد أن يذهب إلى السينما، قلت إني لن أخرج الليلة، قال إنه يقضي الوقت كله بمفرده في شقة
المقطم
المطلة على
القاهرة ، وإنه يحدث نفسه أمام جهاز التسجيل وقد ملأ للآن عدة شرائط. اتفقنا على أن نلتقي في الغد ليسمعني الشرائط. ودق جرس التليفون مرة أخرى؛ قالت
إنصاف
إنها مريضة، قلت إنها كانت في أحسن حال بالأمس، قالت إنها ذهبت إلى الطبيب في الصباح، قلت إني قادم. ارتديت ملابسي وذهبت، وكانت زوجة
عادل
Página desconocida