نهاد
إلى والديها في
المنصورة
حتى تهدأ الأمور. نظرت إلي وقالت إنها تفضل أن تذهب إلى خالتها في الجيزة حتى تكون قريبة منا. وقال أخي إنه متعب وسيدخل لينام. قلت: سأدخن سيجارتي ثم أنام أنا الآخر. قالت زوجته إنها لا تريد أن تنام الآن وستبقى معي. ودخل أخي غرفة نومه وأغلق بابها خلفه، وجلست زوجته على مقعد أمامي. تأملت ساقيها، ثم رفعت بصري إلى وجهها وكانت تتطلع إلي في حدة. قالت: لماذا غضبت؟ قلت: لا شيء. طلبت مني سيجارة فأعطيتها واحدة وأشعلتها لها. ظللنا صامتين نتبادل النظرات. قلت إني متعب وسأقوم الآن لأنام. قالت: لا، انتظر. وقفت وقالت: سأطمئن على
نهاد . مضت إلى غرفتها وغابت قليلا، ثم جاءت وبدلا من أن تجلس على المقعد المواجه لي تمددت على أريكة مجاورة، وأسندت رأسها إلى ساعدها. انحسر ثوبها عن ساقها. مددت يدي فتحسستها، ثم سحبت يدي وقلت: سأذهب الآن. قالت: لا. ومدت يدها فجذبتني نحوها. قلت وأنا مائل فوقها: أخي. قالت: غارق في النوم. أنصت فسمعت صوت شخيره يتردد في هدأة الشقة. مالت وأطفأت الشمعة، وتمددت فوقها. كان فمها ساخنا مبتلا، وبالمثل كان جسدها، وفي ثانية كنت في أعمق أعماقها. احتضنتني في عنف، وما لبث جسدها أن تقلص، وعندما فقدت نفسي كانت قد وضعت يدها على فمها لتكتم صوتها. قلت وأنا أعتدل جالسا: سأدخل لأنام الآن. قالت وهي تسوي ملابسها: أشعل لي سيجارة. وكانت تبتسم وتنظر في عيني. أشعلت لها سيجارة، فأخذت مني عود الكبريت وأشعلت به الشمعة وحملتها وانحنت فوق الأريكة تبحث عن أي آثار نكون قد تركناها. وقفت قائلا إني داخل، وذهبت إلى غرفتي فخلعت ملابسي وأويت إلى فراشي ونمت على الفور. وعندما استيقظت كنت غارقا في عرقي وبدا اليوم شديد الحرارة. وجدت زوجة أخي تعد حقيبتها، وقالت إنها أخذت إجازة وستذهب مع
نهاد
إلى خالتها في الجيزة، وستكلمني بمجرد وصولها. أدرت الترانزستور ولم تكن به غير أناشيد حماسية وموسيقى. دخلت الحمام ووقفت تحت الدش، أدرت الصنبور وأغلقت عيني تحت الماء، وفجأة سقط شيء ثقيل على قدمي فصرخت من الألم. فتحت عيني فوجدت رأس الدش قد انفصلت عن عاموده. أعدتها إلى مكانها ودعكت قدمي. استأنفت الاستحمام ورأسي إلى أعلى وعيناي مفتوحتان على رأس الدش خوفا من سقوطه، ثم جففت جسمي وأرض الحمام. ارتديت قميصي وبنطلوني وتناولت إفطاري وخرجت. وكان الشارع هادئا وقد تجمع ثلاثة بوابين أمام البقال ينصتون إلى الراديو في صمت، وكانت الشمس قوية. وعندما وصلت الجريدة وجدتهم قد أطفئوا الراديو. وجاء
زكي
يسألني عن آخر الأخبار. قال إن له جارا فلسطينيا لم يغادر فراشه من ظهر الأمس لأن اليهود اجتاحوا قريته حيث توجد أمه وعائلته. لمحت
صادق
Página desconocida