وروى الربيع عن سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن أبي راشد أن مولاة لعتبة بن عمير قالت: إنما أنظر إلى الله وإليك. فقال لها: لا تقولي كذلك ولكن قولي: إنما أنظر إلى الله ثم إليك(1).
د وقال الإمام يحيى بن حمزة(2): (( لاتمنع اللغة أن يقترن حرف الجر (إلى) بالنظر بمعنى الانتظار. يقول الخليل بن أحمد: تقول العرب نظرت إلى فلان أي انتظرته، وفي قول حسان بن ثابت:
وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص
ثم قال: وما الذي يمنع أن تكون (إلى) اسم مفرد (آلاء) بمعنى: نعمة. ويكون المعنى: إما لنعمة ربها منتظرة، أو لنعمة ربها شاخصة متطلعة. ويكون إعراب (إلى) مفعول به مقدم لإسم الفاعل (ناظره).
وقد ذكر (إلى) باعتبارها اسما وليست حرفا كل من الأزهري في تهذيبه، ورواه أبو العباس المبرد، كما حكاه ابن الأنصاري، وكذلك ابن دريد في الجمهرة، وابن السكيت في فصل المقصور والممدود ))(3). انتهى.
Página 60