5 وقال الإمام القاسم الرسي في تفسير الآية: (( فأما أهل العلم والإيمان ففسروها على غير ما قاله أهل التشبيه: ثوابه وكرامته ورحمته ومايأتيهم من خيره وفوائده ))(1).
6 وفي تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ما نصه: (( وفي العيون في باب ما جاء عن الرضى (ع) من أخبار التوحيد بإسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال علي بن موسى الرضا (ع) في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} يعني مشرقة تنتظر ثواب ربها )). قال الطباطبائي: أقول: ورواه في التوحيد والاحتجاج، والمجمع عن علي عليه السلام (2).
وقال الخليلي(3): (( فإن تفسير النظر في الآية بالانتظار مروي عن السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فقد أخرجه الإمام الربيع بن حبيب في مسنده الصحيح عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من طريق أبي معمر السعدي كما أخرجه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن طريق الضحاك بن قيس، وطريق سعيد بن جبير وعزاه إلى مجاهد وإبراهيم والزهري وسعيد بن المسيب ورواه ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما من الصحابة، وعن عكرمة من التابعين ورواه عن عكرمة عبد بن حميد، كما رواه عن مجاهد وأبي صالح بإسناد صححه الحافظ ابن حجر(4)، وأخرجه الإمام ابن جرير عن مجاهد بخمسة أسانيد، وفي كلامه إنكار صريح للرؤية فقد جاء في رواية منصور عنه أنه قال: لايراه من خلقه شيء، وفي أخرى من طريقه أيضا قال: كان الناس يقولون في حديث: (( فسيرون ربهم )) فقلت لمجاهد: إن الناس يقولون: إنه يرى. فقال: يرى ولايراه شيء.
وأنكر المثبتون للرؤية تفسير النظر بالانتظار وذلك لخمس شبه:
الأولى: ان تعدية النظر ب(( إلى )) تمنع من حمله على الانتظار وخصوصا إذا أسند إلى (( الوجوه )).
Página 58