أما من الكتاب فدليلان:
الأول: قوله تعالى حاكيا عن موسى (ع): {رب أرني أنظر إليك}(1).
ووجه استدلالهم به هو أنهم قالوا لو كانت الرؤية مستحيلة على الله لما سألها موسى (ع).
وأجيب: بأن موسى (ع) كان عارفا باستحالتها ولم يرد بسؤالها نيل المستحيل، وإنما أراد ردع قومه الذين ألحوا في طلبها وعلقوا عليها إيمانهم برسالته. فلعلهم عندما يقرعون بالرد الحاسم باستحالتها ينتهون عن غيهم ويتراجعون عن جرأتهم، وخصوصا عندما يقترن الرد بآية بينة تزجرهم عن مثل هذا التعنت.
Página 39